هناك أبطال تحت النور، وهناك من حقق الإنجاز وظل يتاجر به ليل نهار، وهناك من فاز لمرة واحدة وظن أنه جواز مرور لكل الأبواب وحصانة قانونية لكل الأخطاء، وهناك من حقق الألقاب، واعتقد أنه بذلك قد تحول إلى «ملاك» لا يجب الاقتراب منه ولا الحديث عنه، ولا حتى التعليق على تصرفاته، ومن بين كل أولئك ظهر «مدرب» اسمه سعيد بن سرور.. فاز بكل شيء وكسر كل الأرقام وحطم أقوى التوقعات، وصعد أعلى المنصات ووصل إلى قمة القمم، من دون أن نسمع له حرف، أو نقرأ له كلمة خارجة عن المألوف. يخسر وينتصر.. يحرز الفوز مرة، ويخفق مرة، فهو يدرك أنها رياضة وأنها فوز وخسارة، لا يتعاطف ولا يجامل ولا ينتظر كلمات الغزل والثناء والإطراء من الإعلام، فالانتصارات والنجاحات هي من تحقق له ذلك، وعندما تتحدث عن الإنجازات والأرقام التي حققها، سيتوارى خجلاً كل من ظن أنه قدم للدولة ما لم يقدمه غيره. سعيد بن سرور نموذج لن أبالغ لو قلت إنه من وحي الخيال، فلا يوجد رياضي حقق ما حققه طوال مسيرته التي وصلت إلى 19 عاماً في الإسطبلات الزرقاء، ورغم أنه اختار العمل وابتعد عن الأضواء، فإن الأنوار والأضواء هي من تبحث عنه لتكتب تاريخه الذي حفره بعزيمته وإرادته. هو أحد تلامذة مدرسة «محمد بن راشد» فظهر نموذجاً مختلفاً ومتفرداً، لا يشبه أحداً ولا يمكن أن يقلده أحد، هو حالياً يصنف ضمن أفضل خمسة مدربين على مستوى العالم.. ونال جائزة أفضل مدرب في بريطانيا 4 مرات، وحقق 200 انتصار في سباقات الفئة الأولى، وهو رقم مذهل في عالم الجياد لم يسبق أن وصل إليه أحد، وهو مدرب خيول ومهور باتت أسماؤها كالأساطير مثل«لم تر»و«دبي ملينيوم» وغيرهما. فاز في بريطانيا وديربياتها وفي أرفع سباقات فرنسا وفي ديربيات أميركا وأستراليا وحتى تركيا، جاب القارات كلها وعاد منها إلى الوطن بجائزة المركز الأول، وفي كأس دبي العالمي حقق للإمارات الانتصار السابع قبل أيام، فهل هناك من حقق ذلك مثله؟ طبعا لا. هو في دولة التكريم والتقدير، وأخذ نصيبه من الجوائز الرياضية والوطنية، ويكفي أنه نال لقب الأوائل؛ نظراً لقيمة ونوعية الجوائز التي حققها في عالم الفروسية والخيل، هو بطل لا يحكي ولا يتسلق ولا يتزلف.. مشغول بأمجاد بلاده ومهموم بالمسؤوليات التي على عاتقه، هو نموذج مختلف لن تجدوا له مثيلاً. كلمة أخيرة نجم ساطع أو طير لامع.. يغرد وحده خارج هذا السرب!