حين لا يكون سوى أنت والريح.. أو أنت والمدى.. حين لا تنتظر من يأتي خلفك.. حين تصبح المسافة بينك وبين غيرك غير قابلة للطي ولا للبلوغ.. كيف بإمكانك أن تجري وحدك.. حين تبلغ خط النهاية لكنك لا تتوقف، وتصبح خطوط النهاية مجرد بدايات للحلم وللحقيقة وللقصيدة.. حينها تصبح أنت الحكاية.. أنت الحلم. تلك الكلمات من رائعة «أبوظبي للإعلام» الوثائقية «فارس سبق الحلم»، والتي أعدتها عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبثتها قناة «ياس» المتفردة والجميلة، والتي ألبست التراث ثوباً رائعاً، واحتلت مكانتها كنافذة على تراثنا وحاضرنا معاً. على عكس الأفلام الوثائقية التي لا تشد سوى الباحثين أو المتخصصين، جاء وثائقي «فارس سبق الحلم»، وكأنه فيلم «هوليوودي»، توافرت له كل مقومات وعناصر الإثارة والجذب، لا سيما الكلمات الرائقة والرائعة، والتي صاغتها أنامل محب لهذا الوطن، وكانت أشبه بمعزوفات شعرية لا يليق سواها للحديث عن فارس وقائد وشاعر، كما أن سيناريو الفيلم جاء رائعاً، وسرد محطات في مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، بدءاً من المدرسة الأحمدية، ومروراً بالكثير من معالم دبي التي ارتفعت صروحاً بفكر وتخطيط باني نهضتها، وانتهاء بكأس دبي العالمي التي باتت درة سباقات الخيول حول العالم. شهادتي في «أبوظبي للإعلام» مجروحة، وأيضاً في الزميل المبدع يعقوب السعدي، لكن ما أنجزه في هذا الوثائقي يعد درساً لكل العاملين في المجال، وهو أيضاً درس في محبة الوطن.. لقد كانت إطلالة يعقوب السعدي آسرة كما اعتدناها، وفي الوثائقي الأخير، كانت مفعمة بالوطنية وبالنور، وأجاد يعقوب ببراعة الانتقال من مشهد إلى آخر، فقدم للإعلام الإماراتي، فيلماً وثائقياً متفرداً، تباهي به «أبوظبي للإعلام»، ويعد إضافة للمكتبة الإعلامية والسياحية والتاريخية أيضاً. تُرى.. هل تصنع الأوطانُ الرِجَالَ.. أم يصنعها الرجالُ.. أم أنها الأقدار.. تنسج الحلم من رحم السنين، وتكافئ الطيبين؟ هذا أيضاً جزء من سرد الوثائقي الرائع عن دبي ابنة النور، وقصيدة النثر التي صاغها فارس وشاعر.. من أيقظ الأمنيات وبنى للمجد ألف شاهد.. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد. الوثائقي منذ أن تم عرضه وهو يحظى بتفاعل متسارع، وأمس نشر معالي ضاحي خلفان تغريدة عنه، يؤكد فيها أن الوثائقي من أروع ما شاهد لأنه يحتفي بالجمال بأسلوب جميل، ولديه كل الحق في ذلك، فليسعد يعقوب السعدي بما صنعت يداه، وهنيئاً لـ «أبوظبي للإعلام» تلك البقعة في الفضاء لا يسكنها سواها. كلمة أخيرة: من يجيد تصوير سباق الأحلام.. حتماً يسبق الإعلام