كل الشعوب في العالم مع مرور الوقت، وبفضل الثورات العلمية، تتطور وتتقدم إلا الشعوب العربية تتأخر، تقول: «شروات شغل البعير»، زمان حينما رأى الأجداد لأول مرة الراديو وسمعوا حديثه، قالوا ببساطتهم: «هذا آخر الزمان، يوم تكلم الحديد»، الآن الشعوب العربية في ظل نهضة عمرانية واجتماعية عالية، وثورة اتصالية ومواصلات، فالعالم يصيح: «آي باد، آي فون، آي ماك»، وحدهم من يصيح من سوء الاستعمال، والجهل بالأشياء: «آي بطني، آي رأسي، آي خاصرتي». الشعب العربي اليوم يعيش في جهل، وفي تراجع، وكأنها جاهلية العصر الحديث: - إنْ ضحك أحدهم من قلبه، وتهللت أساريره، قال: «اللهم أخزك يا شيطان، اللهم أجعله خيراً، وكأن الفرح لا يليق بهم، وإنْ ضحكت امرأة من فرحها بصوت عالٍ، ناظرتها الأعين، وظنت بها الظنون، وعدت من الساقطات! - إنْ التفت ساق عربية فجأة، لأنها تتعكز على كعب عالٍ، والجثة من الوزن الثقيل، وملتهية بنقالها ورسائله التي لا تتوقف، صرخت: «عين وصابتني»! - إنْ تعثرت أمور العربية، وعاكستها الحياة، ودب خلاف عائلي، نتيجة لظروف منطقية، عاندت الواقع، وكذبت المنطق، وصرخت: «هذا سحر.. وأعرف من وراءه، الله لا يوفقهم»! - تجد العربي والعربية يصدقان دجالي التدين، وكذابي الترزق، والجهلاء بالحياة، لأنهم يلعبون على أوتار عدم الوعي، والنفوس الضعيفة، بقولهم: «قال ابن سيرين في تفسيره، إن رؤية العجل الأسود غير المقرن، دليل عدم الوثوق برأي العلماء الأجلاء، ونذير بفراق البعل، وتشتت الشمل»! - يشتكي العربي من رأسه، وعلة في جسده، فيرد الأمر للجن، ومسه، كما قال له أحد مفتي الفضائيات، دون أن يدرك أنه لا غذاء صحياً متوازناً، ونقص في الفيتامينات الأساسية، وكسل دائماً، ولا رياضة يعرفها، فيذهب كما نصحه أطباء الفضائيات لعلاجات بديلة مثل شرب ماء الورد والجعدة، والخل على الريق، فيرتفع ضغطه، ويصاب بسيولة في الدم، وتتدهور صحته! - يغيب الوعي السياسي والاجتماعي عن العربي نتيجة عدم المعرفة، والبعد عن طلب العلم والتعلم، وعدم القراءة، فينجر للمرسلين المرجفين عبر الفضائيات المسمومة، ويردد خلفهم كعقلية القطيع أن وراء كل مصائبنا الكفار واليهود، اللهم فرّق شملهم، ويتمّ أطفالهم، وشردهم بددا»! - الجهل يسكن بيوت العرب، ويعشش في رؤوسهم، ويلقون باللائمة على الآخرين، ولا ينظرون لأنفسهم، وما اقترفت يمينهم، ولا يحاولون أن يغيروا ما بأنفسهم! - العربي يركن للماضي، وكأنه المخلص والخلاص، ولا يسبر المستقبل، فكل أفعاله ماضية ناقصة! - العربي شخصية متكلة ومتواكلة، ومتلقية، يدرك أن الآخر سيعمل ويصنع ويبتكر من أجله، فيكتفي من «آي باد» بـ «بآي يا رأسي»!