في مارس من العام الماضي، وخلال محاضرته التاريخية لأجيال المستقبل شدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على حسن تمثيل الوطن دائماً، وقال سموه، إن المواطن عندما يقدم على سلوك سلبي لن يُذكر اسم عائلته، وإنما سيقال إنه «إماراتي»، وكذلك عندما يقدم على فعل إيجابي سيُذكر بأنه «إماراتي»، وعلينا جميعاً أن نكون خير سفراء للإمارات. كلمات من نور وضياء أصداؤها شاخصة أمامنا، وعلينا أن نستحضرها دوماً ونضعها نصب أعيننا. نستعيد هذه الكلمات الخالدة والنصائح الغالية لقائد فذ بقامة سموه حريص دوماً على أبنائه وسلامتهم وحسن سلوكهم أينما كانوا، مؤكداً فخر واعتزاز القيادة بالإنسان على هذه الأرض الغالية، باعتباره استثمارها الأمثل للمستقبل، وأثمن وأغلى ثروات البلاد. نستعيد هذه الكلمات ونحن نتابع الجدل الدائر حول استعراض بعض شبابنا بسياراتهم الفاخرة في عدد من المدن الأوروبية، وبالذات في لندن، والذي أعقبه القرار الأخير الذي أعلنه سفير الدولة لدى المملكة المتحدة الأخ سليمان المزروعي بمنع استخدام سيارات عليها لوحات أرقام إماراتية هناك. وإلزام الطلبة المواطنين بإرجاع مركباتهم إلى الدولة، وذلك في إطار جهود الملحقية الشرطية للدولة لضمان سلامتهم في أعقاب الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت سيارات مواطنين خليجيين هناك. تلك الاعتداءات التي يقف خلفها موتورون حاقدون، وهم - للأسف - من جنسيات عربية استغلت التسهيلات التي قدمتها لهم السلطات البريطانية للنيل من مواطني الدولة وأشقائهم من مواطني المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين. كما يقوم بعض هؤلاء المأجورين من قطر باستغلال المناطق التي يتردد عليها السياح الخليجيون للإساءة لهم ومحاولة الاعتداء عليهم لفظياً وجسدياً. وكلها أساليب مكشوفة ورخيصة ودنيئة رخص ودناءة الذين استأجروهم بعد أن انكشفوا أمام العالم الذي اتضحت له حقيقة ارتباطهم بكل فعل خايب ومدسوس في دعمهم للإرهاب والتطرف. مسؤوليتنا جميعاً أن نحافظ على سلامتنا وبالذات في الخارج بعدم الانجرار وراء المظاهر غير المبررة أو المجدية للفت الأنظار والتباهي والتفاخر، وكذلك عدم إتاحة الفرصة لأولئك الموتورين والحاقدين ممن تنز صدورهم غلاً وحقداً على الإمارات وأبنائها، لأن بلاد زايد الخير نجحت في بناء سمعة عالمية ومكانة دولية مرموقة، ونسجت أفضل العلاقات بين الدول والشعوب بعيداً عن ساكني البرك الآسنة الذين يتفننون في إفساد كل جميل في حياتنا.