في معرض حديثها عن كأس دبي العالمي للخيول، اختارت صحيفة «كيلير ناشريشتين» عنوان «المطر وسط الصحراء»، لتصف به روعة ما قدمته دبي للعالم ولنفسها، وفي تقريرها عن الكأس، لم تجد «سي إن إن» لتقريرها الموسع على موقعها، سوى أن تصف السباق بأنه أشبه بفيلم سينمائي من أفلام هوليوود، ومن الصحيفة إلى «سي إن إن»، تعددت وتنوعت الأوصاف، لكنها أجمعت على شيء واحد.. أجمعت على عظمة الحدث، وأنه استثناء في عالم الخيول، وأن دبي تعلم ما تريد، وتفعل ما يعجز عنه غيرها، وأن القائد والملهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رجل الاستثناء والمستقبل. أفصحت الكأس، أمس، عن بطلها وحلق الجواد «ثندر سنو» لجودلفين باللقب الأغلى وبالملايين، ليهدي الإمارات البطولة الحادية عشرة في أمسية استثنائية اكتملت لها كل صور الإبداع كعادة دبي، دائماً هي الحدث الأهم والجواد الأبرز، وبقي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب معادلة نجاح خاصة، لا يجيدها سواه.. خطواته بسرعة الضوء، الغد لديه يأتي اليوم، وربما أمس.. هو دوماً من يخطط ويبادر ويقتحم الصعاب.. هو من يحول الأحلام إلى حقيقة والحقيقة إلى حلم.. هو من شيَّد في دبي معجزات تعلو شاهدة على رائدها.. هو من يسبق كل من حوله وما حوله، ومن رأى من بلورة سحرية ما ينتظر دبي والإمارات من الكأس ومن كل الأحداث التي تبناها سموه.. هو من يدرك أن الحكاية ليست أمتاراً وملايين الدولارات.. لكنه وطن يسابق الزمن ويهون من أجله كل شيء. في العام ألف وتسعمائة وستة وتسعين، لم يكن أحد ليستوعب كل الذي يحدث اليوم، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كان يستشرف الزمن وينظر للمستقبل بثقة وابتسامة تعلو محياه.. وقتها كان سموه قد رأى العالم هنا.. وهنا اليوم صفق لسموه العالم، وبقي الفارس يرقب من بعيد حلمه الذي كبر وشب عن طوق الأمنيات.. خطفت الكأس الأضواء من رويال اسكوت في بريطانيا ومن كأس ملبورن في أستراليا.. باتت علامة وعالماً وعيداً للخيل وللفرسان وللملاك حول العالم.. صنعها وآمن بها من اختار أن يمضي في درب لا يسلكه إلا النادرون.. من يشرع بعد الحلم على الفور في تفسير الأمنيات. مائة وخمسون دولة حول العالم وصل إليها بث المنافسات بالأمس، ووجهت أبصارها صوب دبي والإمارات، تنتظر في لهفة ما تسفر عنه المنافسات.. العالم كان هنا، ومن لم يأتِ إلينا تابعنا بشغف ولهفة وإعجاب.. وفي كل الصور كان الفارس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باسماً كما اعتاد العالم.. في كل الصور كان سموه الحلم والعيد والمطر. كلمة أخيرة: وحدهم الكبار يرون من بعيد.. وحدهم من يأتيهم «العيد»