دعاني معالي حميد القطامي نائب رئيس اللجنة الأولمبية ورئيس المكتب التنفيذي، وهو وزير سابق للصحة والتربية والتعليم وأيضاً مدير لدائرة صحة دبي حالياً، لزيارته في مقر اللجنة الأولمبية الذي سيتم تغييره قريباً، ليكون في مبنى منفصل لوحده، وقال لي إن اللجنة بالتعاون مع هيئة الرياضة سيقيمان «مختبراً للإبداع الأولمبي»، وطلب مني أن أشارك فيه وأن أقدمه، وبالطبع لم أتردد ولو للحظة، لأن الفكرة بحد ذاتها مبتكرة أن يكون هناك «مختبر»، وليس جلسة نقاشية، أو جلسة عصف ذهني، فهم يريدون أن يخططوا لمستقبل الرياضة الإماراتية حتى عام 2038، أي تأسيس للمستقبل، وهذا لن يكون بدون تجاوز أخطاء الماضي والحاضر والبناء عليها، ولن يكون سوى بجمع كل من له علاقة بالرياضة تحت سقف واحد، وهو ما لم يحدث سابقاً حسب علمي. في البداية، كانت الأفكار مقسمة على 20 محوراً، تم اختصارها إلى 10 على 10 طاولات، تجمع كل واحدة أدمغة وخبرات، في محور البحث من التخطيط والاستراتيجيات إلى الطب والمنشآت والاتصال والتسويق، وتم إدراج الإعلام ضمن هذا المحور إلى اللجنة الفنية التي دار الكثير من الكلام حولها، وحول محورية دورها، مروراً بالموارد والدعم المالي والتمثيل الخارجي واستكشاف المواهب والمؤسسات الرياضية والصحة والوقاية من المنشطات والمعرفة والتدريب والفعاليات والبرامج. وكانت هناك ثلاثة أسئلة محورية، تمت الإجابة عليها بشفافية ووضوح وبدون مواربة، فعندها تكون الرياضة الإماراتية وضعت خطوة حقيقية نحو العالمية والأسئلة بسيطة جداً وهي: أين نحن الآن أولمبياً وإقليمياً، وإلى أين نريد أن نصل، وكيف سنصل إلى هناك؟. البعض القليل شكك بنجاح المختبر، ولكن الغالبية اجتهدوا وقدموا عصارة خبراتهم، لنصل إلى 80 مقترحاً، سيتم غربلتها وتصفيتها، ووضع القابل للتنفيذ منها في توصيات، ستقدم للقيادة التي لم تبخل بالدعم، فتشرف الحاضرون بزيارة مفاجئة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وكان لكلمات سموه وقعها الفوري في عقول ونفوس الحاضرين، فقدموا خريطة طريق للرياضة الإماراتية، أتوقع لو تم تطبيقها ستجعل من الحركة الرياضية مواكبة للتطور المذهل للدولة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والإنشائية والعلمية التي تكاد توصلها للمريخ.