تكريم من كرموا الوطن بالوفاء والولاء والانتماء، سمة من سمات القيادة، وسجية من سجايا أهلنا، وقيمة من قيم الذين وضعوا نبراس زايد ضوءاً يستنيرون به في دروبهم في الحياة. كانت كلمات سموه، أثناء استقباله المكرمين في ملتقى «أوائل صندوق الوطن»، هي الحقيقة عندما تمضي إلى صياغة قماشة الحياة وحبكها بخيوط الحرير. كلمات تضع النقاط دوائر مركزها الحرية، ومحيطها الحب، ومنهجها الإيمان بأن الوطن خيمة، وأوتادها هؤلاء المنتمون إلى الأرض، الراسخون في المعاني الجميلة، المرفرفون بأجنحة الخير، المغردون بصوت واحد لبيك يا وطن. «حب الوطن ليس بالشعارات، وإنما بالتفاني والتضحية»، هذا الدرس في العطاء يرسيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في وجدان الناس، ويضع بذوره في تربة القلب، لتصبح الدماء من ماء الانتماء إلى وطن نهل أهله جميعاً من معين زايد الخير، طيب الله ثراه، ومن فيض خليفة نسل النجباء. بهذه الخطوات نحو المستقبل، تسير الإمارات فياضة بالعذوبة، هياضة بالمعاني الرفيعة، ممتلئة بقيم التضحيات من أجل جيل يأتي وفي معطفه مخمل الدفء، وفي حقيبة سفره إلى الحياة هوية الانتماء إلى وطن، أبناؤه أغصان لشجرة الشموخ، وأحلامه بلون الموجة، وتطلعاته بسعة المحيط، وإرادته بجسارة الجبال الشم الشامخات الراسخات الباسقات. عندما تتأمل المشهد، فأنت في بذخ المشاعر المتدفقة شوقاً إلى العطاء والتضحية في ميادين الوغى أو في مدارات الحياة الاجتماعية، الكل يحذو حذو الكل والقافلة تمضي والركب يحمل مسؤولياته، على صهوة عزائم لا تنحني ولا تنثني، والعيون مضاءة بقناديل الفرح، والقلوب محيطات ترفرف على سطحها موجات السعادة؛ لأن الجميع تلثمه الطمأنينة ويطوقه الأمان بأذرع لا تنكفئ ولا يقهقرها وجل، وهي هكذا الإمارات تذهب إلى الحياة بأشرعة التآلف والتكاتف والانسجام ما بين القيادة والشعب، والكل تحت سقف الوطن، نجوم تضيء السماء، وتمنح الحياة رونقاً وتألقاً، حتى أصبحت الإمارات مصباحاً في غرفة العالم يدله على خيوط البداية والنهاية في نسيج سجادة الحياة، وكيف تغزل الأنامل أحلام الناس لتجعلها واقعاً يرتع في بستان الرقي، تجعلها غزلاناً تعشب من ربيع الأرض، وتمضي إلى النبع ريانة باليفوع، مزدانة بالينوع. الإمارات اليوم بفضل من يرسخون القيم الرفيعة، وفضيلة من ينهجون نهج القائد المؤسس، تقف على سارية العلم، لترفرف فخراً، وتعزف لحن الخلود.