أمس الأول، شهدت مدن عدن وحضرموت مسيرات شعبية حاشدة أُطلقت عليها «مليونية الوفاء»، شارك فيها أوفياء وشرفاء المناطق المحررة للتعبير عن الشكر والامتنان لإمارات العطاء والوفاء لمواقفها البطولية والإنسانية تجاه بلادهم، مسيرات تعبر عن الرفض والاستنكار لحملة الجحود والنكران والتطاول على الإمارات من جانب حكومة الجحود والنكران ومنصات الحقد والكراهية «الإخوانجية» المتدثرة بعباءة حزب الخراب اليمني، والممولة من تنظيم «الحمدين» في قطر.
حشود تقاطرت من مختلف مناطق الجنوب لتعبر عن كل الامتنان والوفاء لرجال وقادة الإمارات الأوفياء الذين هبوا لنجدتهم لأجل استعادة وطنهم من الميليشيات الانقلابية الإرهابية الحوثية، والتصدي للمشروع التوسعي الطائفي الإيراني، والقضاء على أوكار التنظيمات الإرهابية من «القاعدة» و«داعش» والتي تداعت على مناطقهم بدعم وتسهيلات من حزب الخراب اليمني الذي يصبغ على نفسه زوراً وبهتاناً صفة الإصلاح.
جاءت المسيرة المليونية بعد يوم واحد من إحيائنا الذكرى الرابعة لشهدائنا الإبرار الذين سقوا بدمائهم الزكية أرض صافر، وسقطوا بتدبير غادر من قطر.
إحياء الذكرى حمل كل الإصرار والالتزام الإماراتي نحو الأشقاء في موطن العرب الأول تحت التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، والمهمة التاريخية التي ينفذها بعد أن توهم المتوهمون ممن يعانون غبش الرؤية السياسية على شاكلة زعيم العصابة الحوثية عبدالملك الحوثي غير المستوعب لما تعانيه ميليشياته المتشرذمة من انهيارات على كل الجبهات، والمتوهم أن استهدافه للمدنيين والمنشآت في المملكة سيغير مجريات الأمور لمصلحته، وغير المستوعب كذلك لصلابة التحالف العربي، ومتانة الروابط والوشائج بين السعودية والإمارات، التي تستند لرؤية قيادتي البلدين الشقيقين بأن المصير واحد، والهدف واحد في مواجهة الخطر والتحديات، من أجل خير ومصلحة الشعبين وأمن واستقرار المنطقة بعدما توهم الواهمون الذين زجوا بالدمى الحوثية ليخوضوا بهم معركتهم الخاسرة أنهم قادرون على النيل منا.
موقف سعودي إماراتي متين يستمد صلابته من الدماء السعودية والإماراتية التي امتزجت معاً في ساحات الشرف والمجد والفخر لتروي للتاريخ ملاحم للأجيال، وقصة صرح الأخوة الشامخ بين البلدين الذي قامت قواعده على أسس راسخة من المبادئ الثابتة في الدفاع عن الحق، ونصرة الشقيق والصديق.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والتحية لأوفياء الجنوب الذين قالوا بصوت واحد ترددت أصداؤه من جبال عدن وحتى وديان وصحاري حضرموت «شكراً للإمارات.. شكراً محمد بن زايد».