محطات براكة للطاقة النووية السلمية تذهب بالإمارات نحو العالم بيد ناصعة نظيفة، وروح شفافة، بل أشف من جناح الطير، وتحلق بتطلعات القيادة في فضاءات أبعد من القمر، وألمع من شعاع الشمس، وتقدم للبشرية نموذج الفكرة اليقظة النابهة، وتضع الإمارات في قلب الحدث الإنساني، وترسم صورة النهضة العلمية التي تصبو إليها كل دولة راعية للسلام، والاندماج في المحيط بضمير الحاضر وعياً وسعياً في هذا المشروع العملاق تصل الإمارات إلى قمة الجبل، وتحدق في السماء بعين صافية، لا تغشاها غاشية. الإمارات اليوم، بهذه المشاريع المدهشة تصبح شريكاً فاعلاً في صناعة غد الإنسان، وتحقيق آماله في العيش الرغيد، وتأكيد رسوخه على الأرض فاعلاً، ومتفاعلاً، مع مكونات الحياة. وتمتلك الإمارات طاقات مادية وبشرية هائلة، تؤهلها لأن تصير دولة راعية للوجود ومساهمة في تثبيت الأسس المتينة، والتي يعتمد عليها المجتمع البشري للحفاظ على البيئة، ومنع تسرب المكتسبات، أو خدش صورتها الجميلة. في هذا المشروع تدخل الإمارات حياض السلم العالمي بامتياز وفرادة، وتقف شامخة راسخة عند هامات النجوم، وبلا منازع. وبهذا المشروع أيضاً يصبح المشروع الاستثماري الإماراتي الكبير في مأمن من الهنات والكبوات؛ لأنه سيكون محاطاً بسياج الطمأنينة والأمن والسلام، وسوف تطوقه أيادٍ وطنية معززة بكفاءات عالية الجودة وقدرات علمية وفنية ناهضة، وسعي القيادة في بذل الجهد الجهيد في توفير كافة الاحتياجات، وأدوات النجاح العلمية، لهو مبضع الجراح الأساسي لإنجاز المشروعات الكبيرة، وهذا ما نشاهده اليوم على أرض الواقع، فوجود الجامعات والكليات العلمية المجهزة بأرقى الأساليب العلمية يعد من أبرز منجزات بلادنا في إعداد جيل متسلح بأحدث الوسائل العلمية إيماناً من القيادة بأنه لا مكان للضعفاء في عالم يسابق الريح من أجل الوصول إلى أدق التفاصيل العلمية ليحقق انتصاره على التخلف عن ركب الحضارة. وهذه كوريا الجنوبية التي وثبت وثبة الجياد، وخلال سنوات قليلة استطاعت أن تصبح دولة صناعية ترتقي إلى مصاف الدول الكبرى في الصناعات الثقيلة. ولم تحقق كوريا مشروعها الصناعي إلا بالخروج من صهد الأيديولوجيا المغلقة، إلى عالم يفتح الأجنحة ليحلق في الفضاء حراً طليقاً مؤمناً بأن السلام طريق التطور، وأن التعاون مع الآخر على نشر الحب هو السبيل الوحيد للانتصار على الهزائم التاريخية. هذه الإمارات وهذه كوريا، نموذجان للحلم الإنساني الزاهي، ومثالان للقوة الناعمة في ساعة السلم والقوة الصارمة في حالة التعرض لعدوان الآخر.