الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجوم «استاند أب كوميدي».. صنّاع الضحك.. و«لا يضحكون»

نجوم «استاند أب كوميدي».. صنّاع الضحك.. و«لا يضحكون»
30 أغسطس 2019 01:06

أحمد النجار (دبي)

أكد نجوم «استاند أب كوميدي» أن هذا الفن الارتجالي قادر أن يكون أداة فاعلة في الترويج لمعانٍ جميلة وسلوكيات نبيلة، وله دور توعوي بطابع ترفيهي يطرح هموم الناس ويعالج قضايا مجتمعية، مشيرين إلى أن الكوميديا سلاح ناعم تغير وتؤثر في وجدان الجمهور عن طريق الفكاهة، ويمكن توظيف منصات الكوميديا في نشر رسائل مهمة تتناول موضوعات ومشكلات معينة، ضمن عروض جائلة في المدارس أو المراكز التجارية أو أماكن عامة، لتحقيق معادلة الترفيه والفائدة، عبر خطاب صناعة الضحكة الهادفة التي تترك وقعاً محبباً وأثراً ملهماً.
واستعرض هؤلاء النجوم تجاربهم في هذا الفن، وعرج الحديث باتجاه التحديات لخطب ود الجمهور وجذبه إلى منصاتهم، وتوقعاتهم لانتعاش هذا الفن، مفسرين سرّ إقبال الشباب لمزاولته والمكاسب التي يحققها الفنانون لقاء عروضهم الأدائية.

استثمار المواهب
والبداية كانت مع النجمين الكوميديين كانو الكندي وأحمد سيف، وهما مؤسسا نادي الإمارات للكوميديا عام 2018، حيث بدأ النادي بسلسلة ليالٍ كوميدية، وقال كانو إن نادي الكوميديا الإماراتي منصة للكوميديا تهدف إلى الترفيه، والترويج السياحي، وتستقطب محبي فن الكوميديا في الدولة وخارجها، وغرس ثقافة فن الضحكة في المجتمع، فضلاً عن دعم المواهب من خلال توفير منصة لصقل مواهبهم في قالب جديد ومختلف.
كانو الكندي إعلامي وممثل ومدرب إماراتي، يمتاز بحسه الفكاهي في طرح الموضوعات، ومن رواد وسائل التواصل الاجتماعي، لديه برنامجه الخاص بمسمى «كانو شو».
وأوضح كانو أن الدافع الحقيقي لتأسيس النادي، احتضان المواهب الشابة من جنسيات مختلفة، واستثمار الطاقات، لخدمة المشهد الفني الترفيهي في الإمارات، وطرح القضايا بطريقة ساخرة، مشيراً إلى أن انتشار هذا الفن محلياً لا يزال محدوداً، ومع ذلك يسعى رفقة فريق النادي إلى تكثيف العروض وتعزيز التواجد في المناسبات.

الارتجال
واعتبر كانو أن هذا الفن، من أصعب الفنون الارتجالية، فمن يتقنه يستطيع أن يتقن ألوان التمثيل الكوميدي في الدراما والسينما أو المسرح، وذلك بحد ذاته إنجاز محسوب للفنان من دون أن يفوته التنويه إلى أنه «فن خطر جداً»، في حال خروج أي كلمة غير محسوبة من الفنان أو لفظ غير لائق أو سلوك شائن على المسرح، فلا يمكن استرداده أو تعديله، ولا يستبعد أن يترتب على ذلك مساءلة قانونية وسخط واضح من قبل الجمهور.
أما عن المكسب الحقيقي للفنان الكوميدي، فيكمن في قدرته على أداء أي أدوار تمثيلية صعبة أمام الكاميرا، إلى جانب حب الناس وحصاد نظرات الفرحة والضحكات المرسومة على الوجوه، عدا ذلك فإنه معاناة ذهنية وجهد شاق، وفق كانو، لا يواجهه أي مقابل مادي مجزٍ، وذلك لأن المجتمع لم يستوعب بعد هذا الفن، وأضاف: نأمل أن يكون فناً جماهيرياً يرتاده الجمهور ويهتمون لحضوره وحجز تذاكر لدخول تلك العروض الترفيهية والمتنفس العائلي، والوصول إلى عبارة عرض «كامل العدد»

تغيير السلوك بالفكاهة
أحمد سيف نجم استاند أب كوميدي إماراتي، شق طريقة في الكوميديا من محيط العائلة وأصدقاء الدراسة ومن ثم اتجه لقنوات التواصل الاجتماعي، وقال أحمد إن النادي يعد من أوائل استاند أب كوميدي في الإمارات، وتوقع له أن يتبوأ خلال العامين القادمين مكانة مهمة لدى الجمهور، وأبدى تفاؤله بأنه هذا اللون الكوميدي سيكون له شأن ويحظى باهتمامات المجتمع، ويلامس أذواقهم وأمزجتهم، ويصبح من أرفع الفنون الترفيهية في الإمارات، مستشهداً بوجود العديد من الأندية المختلفة المختصة بهذا المجال، مشيراً إلى أن هذا الفن قادر على تغيير السلوكيات السلبية بطريقة فكاهية.
ويضم نادي الإمارات للكوميديا، نجوماً مبدعين، أبرزهم بن صويلح استاند أب كوميدي إماراتي ومن رواد شبكات التواصل الاجتماعي، ومصطفى جار النبي كاتب، إعلامي، كوميدي يعمل في مجال الأنيميشن كمخرج منذ 9 سنوات مؤسس فريق «خلك_إيجابي» وصاحب الفكرة، أحد الكتاب في المسلسل الكرتوني «شعبية الكرتون» وممثل شخصية عصمان، والنجم كندي مان، ممثل ومخرج ورسام ومغنٍ بدأ مشواره في سن الـ14 واكتشف الحس الكوميدي في سن الـ16 من خلال تقديم وقفات كوميدية في المدرسة، يحلم بأن يتقدم في مجال الإعلام ويصل للعالمية.

خطب ارتجالية
نجم آخر ترك بصمات مهمة، هو سمير الجابري، حصل مؤخراً على جائزة المركز الأول في مسابقة فن الخطابة على مستوى الشرق الأوسط، فئة الخطب الفكاهية من المؤسسة العالمية «التوست ماسترز» في سلطنة عمان، الذي اعتبر هذا الفن الارتجالي جزءاً من شخصيته، بكونه يتمتع بحسّ الفكاهة منذ صغره، فضلاً عن امتلاكه عناصره الأدائية التي يراهن بها على قوة التأثير وخفة الدم ورشاقة الحضور المحبب، وقال سمير إن دخوله المجال كان وليد الصدفة، ثم قرر بعد ذلك تطوير ذاته بالالتحاق بنادٍ متخصص في مجال الخطب الارتجالية ومن أبرز فئاتها الخطب الكوميدية، كما شارك في مسابقات الخطب الفكاهية في «التوست ماسترز» وهي منظمة عالمية تختص في مجال الخطابة.

الهزل والجد
موضوعات سمير مستلهمة من يوميات الحياة وحكايات المجتمع، وأحياناً تكون أموراً جديةً، ويقوم بتكييفها لتقديمها مطعمة بالطرفة والأسلوب اللائق المشحون بالنكتة، وأردف سمير: «يجب أن يحمل الفنان رسالة نبيلة، وتوظيف موهبته على المسرح في نقل وتسليط الضوء على هموم الناس». وأضاف: أتوقع أن هذا الفن ينتشر بسرعة، وساهمت السوشيال ميديا في انتعاش هذا الفن عبر الفيديوهات التي يتبادلها الرواد والجمهور عبر تلك المنصات، وقد نتج عن ذلك ظهور الكثير من الكوميديين الشباب في الإمارات، وهناك أندية كثيرة استطاعت تثبيت حضورها وانتشارها بهذا المجال. أما عن السلبيات، من وجهة نظره، فقال إن على الكوميدي التحلي بأسلوب لبق، وضرورة الحذر من تناول موضوعات حساسة وشائكة، مشيراً إلى أن هنالك خطاً فاصلاً بين الهزل والجد، ويجب الالتزام بالمصطلحات اللائقة التي تنسجم مع طبيعة الجمهور وخصوصية المكان والتوقيت.

مفتاح القلوب
وشهدت ساحات استاند أب كوميدي ولادة العديد من المواهب الشبابية والمبدعين الإماراتيين، الذين تركوا بصمات مهمة في خريطة هذا الفن الارتجالي، ومن أبرزهم الفنان علي المرزوقي، الذي اعتبر الكوميديا مفتاح قلوب الناس، يمكن أن تكون الضحكة جسراً إلى نقل رسائل اجتماعية هادفة، معتبراً أن الواقع مليء بالمنغصات الوجودية، فقد بات العالم كله بمثابة دراما وأكشن وضغوط وتوتر، لهذا لا بد من كسر هذه الصورة الحادة بإنتاج كوميديا هادفة، تمنح الناس حصة كبيرة من الفرح والتسلية، تضفي لمسة إيجابية على يومياتهم.

فكرة طريفة
من جانب آخر، برزت ظاهرة عززت انتشار هذا الفن، وحضوره في المطاعم العائلية، حيث نشطت فرقة كوميدي بالعربي التي تضم شباباً عرباً، في نشر الفكاهة والكوميديا عبر محتوى اجتماعي هادف، واستطاعت أن تجتذب إليها قوافل كثيرة من رواد المطاعم والعائلات، وتنشر الفكاهة في أماكن تجمع الجمهور في المطاعم والمواقع السياحية العامة، وقال إبراهيم دبا، متحدثاً عن تجربته في الفرقة: بدأت بالتمثيل والكتابة في سوريا في سنة 2002، ولكن في سنة 2007 تعرفت على فن استاند أب، وشدتني الفكرة كثيراً، خصوصاً عندما تابعت عمالقة هذا الفن كجورج كارلين، وجيري ساينفيلد ولوي سي كيه. فأردت على الفور أن أصبح مثلهم، وبداياتي كانت في العام 2012، بدأت بأول عرض، ولم يكن مستواي جيداً أبداً، لكني قررت المتابعة وتطوير نفسي، وشاركت في مهرجانات وفعاليات مختلفة، أبرزها «كوميدي سنترال» و«كوميدي عالواقف» ومهرجان «مونترو الكوميدي العالمي» بنسختيه 2018، و2019، و«كوميدي سنترال» «منا و فينا» نصف ساعة كوميدي سبيشال، وغيرها. كما شاركت المسرح مع عدد كبير من أقوى كوميديي استاند أب العرب، مثل أحمد الشمري ورجائي قواس وياسر بكر والكثير غيرهم.

مستقبل واعد
وتحدث إبراهيم عن انتشار وحضور استاند كوميديا في الساحة المحلية وتوقعاته لهذا الفن الارتجالي في المستقبل، فقال: استطاع هذا الفن قطع أشواط هامة في السنوات القليلة الماضية، إلا أنه من الظلم عدم الإضاءة على ما قدمه الكوميديون الرواد في هذا الفن منذ أكثر من 10 سنوات، معتبراً فن استاند أب باللغة العربية في الإمارات، واعداً جداً، وينبئ بمستقبل كبير مقارنة بأمثاله في بلدان العالم العربي، الكوميديون العاملون في الإمارات يعملون بتفانٍ لإتقانه والوصول لمراحل متقدمة فيه.
وأضاف: إيجابيات هذا الفن كثيرة، وفق إبراهيم، فهو يشجع على التعبير عن الذات، ويحث العقل على البحث والتحليل والتفكر في كل ما يجري حولنا، وتلك أبرز العناصر الإيجابية المهمة لهذا الفن، أما عن سلبياته، فإنه يدفع الفنان الكوميدي أحياناً للانعزال عن محيطه، بهدف التفكير والبحث، مما قد يؤثر على حياته الاجتماعية، وفي حالات نادرة قد يؤثر على صحته العقلية، فبعض الكوميديين المعروفين عانوا من الاكتئاب في حياتهم.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©