عندما تكون محباً فأنت في الطريق إلى التميز. العشاق وحدهم الذين يحضرون في الوجود، ووحدهم الذين يقفون عند قافية القصيدة، ووحدهم الذين ينسجون من خيوط الحرير معنى للجمال، ووحدهم الذين يسعدون العالم فينحني لهم إجلالاً ويمنحهم ثقته، ويمضي باتجاههم مؤمناً بتفوقهم وتميزهم واستثنائيتهم وفردانيتهم ونصوعهم وسطوعهم ولمعان نجوميتهم واتساع أشعة أقمارهم. بهذا الحب وفنائه الواسع، اتسعت حدقة الناس جميعاً، لترى هذا الولوج في الكون والانغماس في الحياة، لتبرز زهرة الجمال يانعة، وتتفرع شجرة الحب يافعة، وتصبح الإمارات مركز الكون ومحور التألق، وجوهر الأناقة في التعاطي مع الحدث الإنساني ببراعة الذين لا تتوقف ساعة النهار عندهم عن الرنين، ولا يخفت ضوء النجوم عن البريق، كل الأشياء هنا في الإمارات ترتدي معطف التفوق، وتمضي في برد العالم منتشية من نسائم العطاء، منسجمة مع الآخر بأخلاق الاندماج، وبسط الراحة البيضاء من غير سوء. الإمارات تقف عند جبل العالم، متفوقة متدفقة متألقة متأنقة متوافقة مع تطلعات القيادة ورؤيتها ومرآتها، الإمارات في قلب المحيط الإنساني، موجة تنبض بالبياض، وتوشوش بهديل يجعل من الطموحات أوراق ترفرف في أعالي القمم. الإمارات بفضل من نظروا إلى الشمس، فلونوا خيوطها بالذهب، وذهبوا إلى النجوم ليسكنوا في البريق، ثم زرعوا على الأرض رغبة الأشجار في السموق، وحب الحياد في الوثب، وعشق البحار في تطويق السواحل بالدفء، وأمل الناس في أن يكونوا أعشاباً خضراء ترفل بالبهجة، وسعي الآخر في أن يقتفي أثر الفكرة النيرة التي أضاءت الأرض، وعطَّرت الأفئدة، ونقشت في الوجود لوحة التجلي، ولوَّنت العيون بصفاء النظرة وبهاء الرمقة ودهشة الولوج في عالم إماراتي لا يقبل التقليد. الإمارات الأولى لأنها بحكم القريحة، رضت المستحيل وامتطت نياق الإرادة، بعقل مستنير بعزائم الرجال الأوفياء، والقادة الذين إذا قالوا فعلوا، وإذا فعلوا أبدعوا، وإذا أبدعوا أدهشوا، وإذا أدهشوا تواضعوا وساروا مع الركب مؤزرين بالحب الكبير، مطوقين بأحلام الصحراء، متوجين بالفرح تجمعهم مع الناس مشاعر الألفة والانسجام والالتئام وحشمة الكبار وكبرياء الوقار. الإمارات الأولى لأنها تدار بالحكمة، وتحكم بالفطنة، وتنجز مشاريعها بلباقة الأصفياء.