الانتصارات لا تتحقق بالمصادفة، والصعود إلى الأعلى لا يأتي بالأمنيات والأحلام، وأن تكون الأول على مستوى الوطن العربي للمرة الثانية على التوالي لا يعني إلا أنك أهم المؤثرين الحقيقيين على الساحة، تبدع وتسهر وتضحي وتقدم، لترتفع إلى الأعلى، وتكون الأول. يعقوب سعيد السعدي، الإعلامي الرياضي الأول في العالم العربي، اسم لم يأت من فراغ، وتاريخ لم يُصنع بسهولة، وطريق لم يكن مفروشاً أبداً بالورود الحمراء، عملت معه منذ عشرة أعوام حتى اليوم، كانت هذه السنوات أشبه بمدرسة إعلامية وقصة كفاح وإبداع تستحق أن تُحكى، وتصبح درساً في كليات الإعلام وجامعاتها، بصوته الخاص وإطلالته التي تجذب كل من يعشق الرياضة ومن لا ينتمي لها أيضاً. من لم يعمل معه فاته الكثير من الدروس، ومن لم يلازمه طوال مسيرته فاتته محطة رئيسة مهمة في حياته الإعلامية، تعلمت منه معنى الطموح، ومعنى أن تكون مختلفاً، ومعنى أن تجعل منافسيك يترقبون بقلق كيف سيكون ظهورك اليوم، هو نابغة حقيقية، لا أبالغ في وصفها.. يملك الشخصية والعقلية التي تمنح القضايا التي يطرحها بُعداً آخر وأسلوباً متفرداً لن تجده إلا معه. قدم يعقوب طوال مسيرته على الشاشة برامج وأحداثاً وفعاليات لا زال الكثير منها راسخاً في الأذهان، بحث في القضايا الرياضية، وغيّر الكثير من مساراتها وقلب في أوراقها لتصبح حديث الساعة والذكريات، فهو يدرك معنى التأثير الحقيقي في عالم رياضي مليء بالأسرار! هو يعقوب السعدي، الذي لا يمكن أن تبحث عن قناة أخرى حين يظهر أمامك عبر شاشة التلفاز، وهو الصوت الذي لا يمكن إلا أن تقف عنده حين تسمع نبرته التي لا تتكرر، ولكن هناك من يعتقد أن «بونواف» مجرد مذيع، أو مراسل أو مقدم برامج، ولكن خلف الكواليس له أدوار كثيرة، فتجد هذا الرجل يفكر ويخطط ويفتح المجال والفرصة لكوكبة كبيرة من الإعلاميين الذي دخلوا هذا المجال بعد أن تبناهم وسعى لاقتحامهم هذا الحقل، أدار الكثير من الدورات البرامجية، وصنع العديد من الأفكار التي لم يقدمها، وفتح الأبواب لمجموعة من شباب الوطن ليظهروا على شاشات القنوات التي عمل فيها، وحين قدم فكرة قناة «ياس» شاهد الجميع كيف غيّر نظرة الكثيرين حول الكثير من الرياضات التي عانت الجفاء. هو اليوم، الأول على كل العرب، مذيعاً ومؤثراً ومقدماً لأكثر المواد والبرامج وحتى التغريدات تأثيراً، سواء هنا أو في الخليج، أو حتى في السوق المصري الذي اقتحمها، وغيّر الكثير من المفاهيم فيها هناك. كلمة أخيرة هو ليس إطراء ولا مدحاً ومجاملة، هي كلمة صادقة من تلميذ الى أستاذ قدير.