كلمة «عود» بالإماراتي تعني «الكبير»، ويوم الخميس عشنا على وقع المباراة «العودة» بين المتصدر العين والملاحق الوحدة. المباراة لم تكن فقط داخل الملعب بل خارجه، ولم تبدأ مع صافرة الحكم، بل بدأت قبلها بكثير «ولم تكن بداية مشجعة»، وهو ما جعلنا نضع أيدينا على قلوبنا من مشاهدة ما لا نتمناه، ولكن مشجعي الطرفين أثبتوا أنهم واعون جداً، فلم نشهد أحداثاً خارجة عن النص، رغم أن المباراة كلها كانت «خارجة عن كل التوقعات». فالشوط الأول كان اكتساحاً عيناوياً، واعتقدنا أن النتيجة مضمونة، ولكن وبعد دخول المجري جوجاك حدث الانقلاب الكبير، وتمكن الرجل منفرداً، من تعديل النتيجة، وهنا توقعنا سيناريو مختلفا، وهو صحوة وحداوية، على حساب إحباط عيناوي، ولكن الكبير كبير، وهذا ما فعله العين، فسجل بعد هدف جوجاك الثاني بدقيقتين فقط، ثم الرابع ثم الخامس، وبعدها السادس، لتكون الخسارة الأقسى للروماني ريجيكامب مع الوحدة، وربما مباراة اللقب للعين الذي قدم واحدة من أجمل مبارياته عبر التاريخ، وليس هذا الموسم فقط. بالطبع الكلام عن المباراة لم ولن ينتهي مع انتهائها، وبالطبع سيبقى كل من في الوحدة يتساءلون عن سبب تشكيلة الروماني، وهل فعلاً سقط في امتحان القراءة الذي نجح فيه الصربي زوران، أم أن هناك ظروفاً أجبرت ريجيكامب على أن يترك جوجاك احتياطياً، وأن يغير في مراكز ومهمات لاعبيه؟ وهل انتهى السباق على اللقب الإماراتي، أم أن للجزيرة رأيا آخر، عندما يواجه العين يوم السبت 17 مارس، فيما يقابل الوحدة الإمارات، وعينه وقلبه وأعصابه مع الجزيرة؟، ولماذا كانت المباراة «العودة» بهذا الكم الكبير من أخطاء الحراس والمدافعين، ومن نرفزات اللاعبين بين بعضهم بعضا، كما حدث بين تيجالي وباتنا، وهل هناك ما لا نعرفه خارج الملعب وليس داخله؟ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات وسط احتفالات كبيرة و«مشروعة» من جماهير العين بفريقهم الذي أثبت أنه الرقم الأصعب على خريطة الكرة الإماراتية، والنادي القادر على الحرب على جبهات عدة داخلية وخارجية، لأنه وبكل بساطة نادٍ يعرف كيف تؤكل أكتاف البطولات. مبروك للعين وحظاً أوفر للوحدة، ومازال لي حديث عن سقوط الوصل، بعد أن كان مرشحاً فوق العادة للمنافسة على اللقب.