الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صرح زايد.. سِجلُ تاريخ من الإنجازات الاستثنائية

27 فبراير 2018 02:03
حمل تدشين «صرح زايد المؤسس»، يوم أمس قيمة رمزية كبيرة، حيث يوثّق تاريخاً مشرقاً، ويخلّد مبادئ سامية غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليكون هذا الصرح شاهداً على حقبة مضيئة واستثنائية في سِفر وطنٍ أبى مؤسسه وباني مجده إلا أن يكون عنواناً للنهضة ومنارة للنجاح وتحدي المستحيل. وقد جاء افتتاح هذا الصرح احتفاء بـ «عام زايد»، وهو عام ليس كغيره من الأعوام، فمئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي تصادف عام 2018 مئوية خير ونماء، ومسيرة تفرّد لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلاً، فبعزيمته وقيادته، رحمه الله، أصبحت الإمارات نموذجاً تستلهم منه الشعوب معايير النجاح والإرادة الحرة القادرة على تغيير الواقع وبناء الأوطان. يحقّ لنا في الإمارات أن نفتخر بمئوية زايد ونسمي الأعوام باسمه، فهو القائد ذو البصيرة المتقدة، والرؤية الثاقبة، والعزيمة الصلبة، الذي جمع المجد من أطرافه، فكان صاحب حلم الوحدة الذي تحقق، والسياسي المحنّك الذي بنى وطناً وشيّد صرحاً للنهضة الاقتصادية والاجتماعية، والإنسان الغيور على دينه وعروبته، والمؤمن بقيمه ومبادئه، فترك إرثاً ينحني له إجلالاً واحتراماً كل منصف. إن الرؤية المستنيرة التي ميّزت الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، باتت روحاً نستلهم منها الحكمة وحافزاً لمواصلة العمل، ومثلاً نقتدي به، ونوراً نهتدي به، فقد كان رحمه الله دائم التفكير في بناء دولة راسخة الجذور تعتز بماضيها، وتعمل لحاضرها وتفكّر في مستقبلها، فكان، رحمه الله، يُدرك أن عظمة الإنجاز ليست في تحقيقه فقط، بل في ضمان مواصلته من جيل إلى آخر، فلم تشغله صعوبات التأسيس عن التفكير في مستقبل الإمارات، لذا كان بناء الإنسان همّه الأول، لقناعته بأن المواطن هو الثروة الحقيقية التي يعوّل عليها للمحافظة على المكتسبات، والبناء على المنجزات والسير على طريق التقدم في مختلف المجالات وعلى الصعد كافة. لقد كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يؤمن بأن القائد الحقيقي هو القائد الذي يؤسس دولة لا تقف إنجازاتها عند حقبة تاريخية محددة، بل تكون كل حِقبها مزدهرة ومثمرة، دولة لا تنظر قيادتها إلى ما حققته فقط، بل إلى ما ستحققه وتضيفه لشعبها ومنطقتها وللعالم أجمع، وهذا ما يجعل من شخصية الشيخ زايد شخصية فذة واستثنائية، فقد أسس دولة راسخة البنيان قادرة على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص، لتبقى متصدرة في ميدان الإنجاز والتطور. إن التنوع الواسع الذي يميّز إرث الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، هو ملك لأجيال المستقبل، ويحقّ للبشرية جمعاء أن تنهل منه وتتعلّم، فمسيرة القائد المؤسس مشعل نور يستحق التخليد، لأنها الأساس الصلب الذي نستند إليه اليوم وستستعين به الأجيال اللاحقة، وهذا ما أراده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باعتماده عام 2018 «عام زايد»، لتخليد شخصية الشيخ زايد ومبادئه وقيمه عالمياً، فهو واحد من أعظم الشخصيات القيادية في العالم، ومن أكثرها إلهاماً في صبره وحكمته ورؤيته. ولعل ما تشهده المنطقة والعالم اليوم، من صراعات ونزاعات تغذيها أفكار التطرف والكراهية والتمييز، يؤكد حكمة الشيخ زايد، رحمه الله، ونفاذ بصيرته التي تجلّت في تركيزه المطلق على غرس قيم الوسطية والاعتدال وقبول الآخر والانفتاح الثقافي على كافة الحضارات، لتصبح هذه القيم سمة رئيسة للشخصية الإماراتية، وهو ما عزّز من صلابة وقدرة مجتمعنا على مواجهة التحديات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة، ووفّر قاعدة قوية للانطلاق نحو آفاق أوسع من التقدم والرقي، لمجتمع قادر على تجاوز دعاة التطرف والضلال. واليوم، ونحن نخلد شخصية فذة وقامة وطنية وعالمية سامقة، يشهد لها القاصي والداني، لنفتخر بقيادتنا الرشيدة التي عزّزت المسيرة وواصلت البناء والإنجاز بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأخيهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. رحمك الله يا والدنا، فأنت تستحقّ منّا الكثير، ولن نستطيع أن نوفيك حقّك.. نسأل الله أن يجعلك في روضة من رياض الجنة، كما جعلت الإمارات روضة من رياض الدنيا. منصور إبراهيم المنصوري * * مدير عام المجلس الوطني للاعلام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©