منذ أن تأسس نادي مانشستر سيتي في العام 1880 باسم سينت ماركس، أو منذ أن تغير ليحمل اسمه الحالي في العام 1894.. أي طوال أكثر من قرن وربع من الزمان، لم يعرف النادي فترة خصبة حافلة بالتوهج، مثلما هي الآن، فمنذ أن بات نادينا بعد انتقال ملكيته إلى أبوظبي، وهو يقفز على كل المستويات، سواء فنية أو إدارية أو جماهيرية أو حتى مالية، وبعد أن كان ترتيبه العالمي الثالث والعشرين في العام 2008 وبقيمة مالية تعادل 200 مليون دولار ودخل لا يتجاوز 27 مليوناً، أصبح الآن الخامس عالمياً بقيمة تصل إلى 2 مليار و100 مليون دولار، ودخل سنوي 650 مليوناً.. الأرقام وحدها بإمكانها أن تتحدث أفضل وأعمق وأوضح.. الأرقام هي النتاج الواقعي وغير المتحيز للعمل، وهي أصدق عنوان للنجاح. من حقنا أن نفاخر وأن نباهي بقمرنا البعيد على أرض الإنجليز، فمنذ أن راهن عليه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وكل يوم يثبت أن الرهان كان في محله، وأن الإدارة الإماراتية هي أكبر مكاسب النادي، لأن الأمر ليس كرة فقط، ولا هي بطولات تتحقق، وإنما هي كيانات تُبنى، وتناغم بين كافة العناصر.. الأمر ليس مدربين ولاعبين، رغم الأهمية القصوى لهذا الجانب.. الأهم من يؤمن بالأحلام ويستطيع تحقيقها.. من يراهن على الصعب، فيحول كل الأحجيات إلى ممكن وكل الألغاز إلى أجوبة.. الأهم من يقود المنظومة من كل جوانبها، ويسمو بها في كل جوانبها. انتقلت ملكية مانشستر سيتي إلى أبوظبي وفي جعبته 12 بطولة، جمعها على مدار 122 عاماً، ومنذ انتقاله وعلى مدار عشر سنوات فقط، أضاف سبع بطولات أخرى، آخرها كأس الرابطة التي حلَّق بها أمس الأول، والأهم أن بطولاته السبع، جاءت متنوعة، فوضعته عن جدارة في دائرة الكبار، سواء على مستوى الدوري الإنجليزي أو أوروبا أو العالم.. بات «مان سيتي» طرفاً أصيلاً في كل الصراعات الكروية، ومرشحاً مهماً للظفر بالألقاب، واليوم هو يتطلع إلى ثلاثية المجد.. يتطلع بثقة إلى التتويج بالبريميرليج ودوري الأبطال والمشاركة في مونديال أبوظبي للأندية، والمدهش أنه يستطيع لأن لديه الأدوات التي تمكنه من الحلم على أكثر من «جبهة». قصة نجاح مانشستر سيتي، لا يمكن اختزالها في بطولة أو أكثر، فشعبية النادي تعكسها الأرقام اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قفزت بأعداد محبيه إلى قرابة 50 مليون متابع للنادي في المدارات الإعلامية المختلفة، والنادي صنع نجوماً مثل كومباني وأجويرو وسيلفا أصحاب ثلاثية كأس الرابطة في أرسنال، وغيرهم، ومعهم صنع الكثير، والأهم أنه تشكلت وسط جدرانه تفاصيل حكاية أشبه بالمعجزة، أعادت نادياً عريقاً من الرقاد.. أعادته كبيراً حين عثر عليه الكبار. كلمة أخيرة: نادرون.. من يستطيعون اختزال الزمن.