ليس من أجل عبدالعزيز العنبري، مدرب فريق الشارقة، أكتب ما أكتب.. لكنه سؤال يلح عليّ كثيراً: ماذا لدى المدرب الأجنبي، غير القبعة واللغة الأجنبية والاسم الذي جاءنا به، أو حتى صنع معظمه هنا.. ما دوره بالضبط، لا سيما إذا ساقته الأقدار إلى نادٍ يوفر له كل شيء حتى «لبن العصفور»، من لاعبين محترفين ومواطنين على أعلى مستوى، وإمكانيات جبارة بلا حدود، وأحلام تتحقق في التو واللحظة.. ماذا على المدرب.. هل فقط أن يقف على خط الملعب، وأن يصرح بعد المباراة.. هل يؤسس لحالة فنية في النادي - أي نادٍ- تمتد من الفريق الأول إلى الناشئين.. هل يقدم ما هو أبعد من دائرته الفنية أم أن الأمر ليس أكثر مما نرى. أمس الأول، حقق الشارقة بقيادة عبدالعزيز العنبري، فوزاً مهماً وعريضاً على العين بثلاثة أهداف مقابل هدف، وفي الدور الأول كان قد تعادل مع العين في عقر داره بثلاثية، وطوال 13 مباراة خاضها العنبري مع «الملك الشرقاوي» منذ أن تولى المهمة، حقق الفوز 6 مرات على فرق يقودها أجانب، وتعادل في ثلاث مباريات، ومنذ انطلاقة الدور الثاني لدورينا جمع 12 نقطة من أصل 18، وهي نسبة لا بأس بها أبداً، ولو كانت تلك النتائج لمدرب أجنبي، لأشدنا به، ولكان في المنطقة الدافئة بين المدربين، بعيداً عن مد وجزر الرحيل. أدوات العنبري ليست قطعاً كتلك الأدوات لدى غيره، لكن الرجل وكما تحدث لاعبوه، يجيد استخدام ذلك الضئيل المتاح، ويركز على جزئيات وتفاصيل ربما لا يركز فيها غيره، كما حدث في مباراته الأخيرة مع العين، والتي أجاد فيها العنبري قراءة العين جيداً واستثمار أخطاء «الزعيم نفسه»، وهو ما يعكس عملاً فنياً راقياً نباهي أنه بهذا الحضور لدى مدرب مواطن، وكم نتمنى أن نرى في دورينا الكثير من المدربين المواطنين، بخلاف العنبري ومهدي علي. نتحدث في حالة اللاعبين المحترفين، عن كونهم يحجبون الفرصة عن المواطنين، وأخشى أن ذلك يحدث بشكل أكثر عمقاً وتأثيراً في حالة المدربين، فالمواطن يلعب على كل حال ونسبة المحترفين لن تحجب الفرصة إلا عن القليل، أما المدرب فالأمر لديه مختلف تماماً وأحياناً لا تراهم الأندية على الإطلاق ولا تلجأ إليهم إلا مضطرة، وإنْ حدث فالفوز وحده هو ما يبقيه. لا أعني مدرباً بعينه، ولكن ما يشغلني حقاً هو الفارق الذي يصنعه المدربون الأجانب، وهل هناك فارق فعلاً أم لا، وطوال تلك السنوات التي مضت والتي تعاقب على أنديتنا ودورينا العشرات من المدربين من جنسيات مختلفة، ما هو الإرث الذي يمكن أن نقول إنهم تركوه، وكيف كان سيصبح حالنا لو قاد أنديتنا مواطنون. كلمة أخيرة: المواهب.. لا يمكن أن تكون لها جنسية