اليوم تزيح الإمارات الستار عن «صرح زايد المؤسس»، معلماً جديداً يسطع في سماء عاصمتنا الحبيبة التي جعل منها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عاصمة عالمية للمحبة والتسامح وحسن التعايش. النُصب الجديد على كورنيش أبوظبي، يجيء في رحاب توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون 2018 «عام زايد» احتفاءً بمئوية قائد قلما يجود الزمان بنظيره. اختيار موقع النُصب رسالة بحد ذاتها، فمن يعرف قصة المكان يدرك أنه يختصر إحدى صور اعتناء زايد بالبيئة والطبيعة والجمال، فأبناء جيلي يتذكرون كيف كانت مياه البحر تهدد البيوت والمناطق القريبة منه في سبعينيات القرن الماضي، ولم يكن من معلم يُذكر سوى المبنى القديم لفندق هلتون والرمال التي تحاصره، قبل أن تمتد رؤية زايد وتوجيهاته لبناء كاسر للأمواج وتطوير الكورنيش ليصبح أيقونة للجمال وروعة المعمار وتحفة تسر الناظرين. كما أن وجود النُصب غير بعيد عن المقر الرئيس لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) يذكرنا بما صنع زايد، فوظف الثروة النفطية لبناء اقتصاد وطني متعدد الموارد وتحقيق الرخاء والرفاهية والتنمية المستدامة، وضمان مستقبل الأجيال، ومساعدة الأشقاء والأصدقاء في كل مكان من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد. ويظل صرح زايد الشامخ ما سكن القلوب واستقر بين المهج، وعبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عقب زيارته بائع سجاد في منطقة الميناء بأبوظبي منذ أيام، عندما قال سموه «الإمارات تنسج بنهجها الخير الذي أرساه زايد أنموذجاً عالمياً في التسامح والتعايش، كسبت به قلوب الملايين حول العالم، هناك الكثيرون على امتداد الوطن يكنون المحبة لنا في قلوبهم، يتعايشون معنا، ويشاطروننا أحلامنا وتطلعاتنا، لهؤلاء جميعاً نقول: «الإمارات بلدكم الثاني». ونحن نحتفي بالنصب تظل النصيحة الغالية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أمانة في الأعناق، عندما دعا سموه كل أب وأم «أن امسك القلم واجعل أبناءك حولك، وسطّر... هذا ما كان يحبه زايد، وهذا ما كان لا يحبه زايد، ونجمع تلك الأوراق، ونضعها في الصدور، ونضعها في مقدمة الدستور، وبهذا الوفاء نكون قد أوفينا زايد حقه».