- من الصعوبة أن تقنع أفراداً تعودوا على سياسة الأخذ، ومجانية الأشياء أن بوابات التعرفة المرورية الجديدة ستسهم في تحسين البنية التحتية، لأن ردهم الجاهز سيكون: من استوينا ونحن نسمعهم يحفرون في هالبنية التحتية، يخلص المشروع، وبعدين يتذكرون البنية التحتية، وهات خطة خمسية، وخطة عشرية من أجل بنية تحتية سليمة، وحتى يومك لا ندري متى ستنتهي مشاريع البنية التحتية، لو حفروا «رقوق» بترول بدلاً عن البنية التحتية لظهر، وصدّرناه، وجتنا عوائده.
- زمان كنا نعبر المقطع بشقة وتعب، وننتظر حتى يكون الماء ثبراً، ويعملون خفوفاً لأرجل المطايا لكي لا تنزلق أو تغوص في الأرض الرطبة، وإن كان لدى الداخلين لأبوظبي سلاح نزعوه، ووضعوه أمانة عند حرس «البري»، وإذا ما خرجوا استرجعوا سلاحهم وشدوا على مطاياهم باتجاه العين، وحين بني جسر المقطع فرح الناس، وتأكدوا أنه أفضل من طريق الكدش، وأن أشياء كثيرة ستتغير في مدينتهم.
- منذ منتصف شهر أكتوبر سيحدث تغيير بسيط في حياة الناس مستعملي الطريق، غير أنهم سيعتادون عليه، مثلما اعتادوا على تعرفة المواقف ومخالفاتها التي لا تنتهي، مثلما اعتادوا على ضريبة المبيعات، مثلما سيعتادون على أشياء عديدة ستطرأ على حياتهم في قادم الأيام، دونما حاجة لمبررات قد لا يدركونها، وقد لا يريدون معرفتها مثل تحسين البنية التحتية، وتقديم خدمات متطورة، وتشجيع على استعمال المواصلات العامة، وتجربة ثقافة المشاركة في استعمال السيارات بالتبادل مع زملاء العمل والجيران والأصدقاء، لأنها مسائل معقدة، ولا ننصح المؤسسات أن تنصح الناس بأشياء هي غير معتقدة بها أصلاً، وهي صيد الخاطر لصحفي وإعلامي المؤسسة اجتهد، واجتهد، فلم ينله من الأجر نصيب الصواب، وإلا ما دخل البنية التحتية في التعرفة المرورية أو أبوظبي سالك.
- اللهم اجعلنا في طريق السالكين، العارفين، المارقين على صراطك المستقيم كالريح المسومة، اللهم واجعلنا من المدركين غير المتذمرين، القابلين بنظرية التطور والعصرنة والتحديث من أجل الأجمل والأسهل.