إذا اتفقنا على أن الأندية الكبيرة هي تلك التي تستطيع الحروب على جبهات عدة، ولديها مخزون بشري من النجوم القادرين على ملء فراغات الغيابات والإصابات والإيقافات، ولديها جمهور شغوف مساند في «الضراء» قبل «السراء». وإذا اتفقنا على أن هذه الأندية لم تصبح «كبيرة» لولا إنجازاتها وألقابها التي حققتها على مدى سنوات طوال أو بعد ضخ أموال هائلة فيها حولتها من أندية صغيرة مغمورة إلى كبيرة منافسة. إذا اتفقنا على هذه المقدمة، ثم اتفقنا على أن أندية العين والوحدة والوصل والجزيرة والشارقة والنصر وشباب الأهلي دبي، هي من الأندية الكبيرة حسب المعايير المتعارف عليها، فهذا يعني أن هذه الأندية «يجب» أن تكون قادرة على الحرب على أكثر من جبهة أو على الأقل على جبهتين داخلية وخارجية. ولكن يبدو أن الاختلاف، هو على أهمية الجبهات لا على تعددها فقط، فالبعض يرى أن الخارجية هي الأهم، لأن فيها الانتشار والألقاب القارية والمشاركات العالمية، والبعض يرى أن الألقاب الداخلية أهم «وفي متناول اليد»، بينما الخارجية قد تكون صعبة ومرهقة وبعيدة المنال. ومنذ جئت إلى هذا البلد، قبل نحو عقدين من الزمن، لم أر نادياً إماراتياً منافساً بشكل حقيقي على الصعيد الآسيوي، سوى العين الذي توج بطلاً لآسيا عام 2003، ووصل إلى النهائي أكثر من مرة، وبعده بدرجة أقل «الأهلي» الذي وصل إلى النهائي، دون أن يتوج، أما مشاركات بقية الأندية، فكانت في معظمها خجولة وغير مشجعة، وبعضها كان مرتبكاً حتى وصل حد الانسحاب وإلغاء النتائج والحرمان من المشاركات، لأن التركيز لم يكن جدياً على الآسيوية. وإذا كانت الإمارات في وقت من الأوقات، نالت أربعة مقاعد في دوري الأبطال، بسبب تطبيقها معايير الاحتراف، فإن المشاركات لم ترق إلى مستوى تطبيق المعايير، ولا إلى مستوى ما يتم ضخه من أموال واهتمام جماهيري وإعلامي، وحتى اهتمام قيادي، من خلال بناء الملاعب والمنشآت والبنى التحتية الرياضية، وإذا كان كل الاهتمام سيكون منصباً على البطولات المحلية «بالنسبة للغالبية»، فمتى ننطلق نحو آفاق أوسع؟ وما هي الفائدة من إحراز كل البطولات المحلية، بينما نخرج من الدور الأول مثلاً من بطولة قارية؟ مهما كتبنا ستبقى للأندية حساباتها التي تعتمد على إمكانياتها وقدراتها وأدواتها للقتال على أكثر من جبهة، ولكن ما أنا متأكد منه أن المشاركة القارية، يجب أن تكون على مستوى الطموح، لأنها تعكس أشياء كثيرة، أولها السمعة الكروية أمام الآخرين، وإلا فلماذا المشاركة من الأساس، إنْ كنا غير قادرين على المنافسة فيها؟