ليس بإمكان أحد أن يتصور ما يفعله طواف أبوظبي الذي يختتم اليوم بمدينة العين، إلا إنْ تجاوز حدود المدى ليرى أثر السباق عالمياً.. عندها سيدرك أن الكون كله هنا.. حتى وإنْ لم يحضر.. العالم يجول مع الدراجين في جزيرة ياس وفي الظفرة والباهية والرحبة، ويقف على ميناء خليفة ويتجول في ربوع مدينة محمد بن زايد والوثبة والسعديات، ويطالع اللوحات في اللوفر. في سباقات الدراجات، هناك سباق ضد الزمن.. هو يشبه تماماً سباقنا الأكبر للوصول إلى مكان تحت الشمس.. يشبه سباق أبوظبي الدائم والذي لا يتوقف من أجل أن تصبح عاصمة للرياضة العالمية، ومدينة للسلام وللمحبة وللاستثناء.. يشبه سباق الأحلام التي لا تتوقف في الإمارات، وطن الغد والمستقبل. النسخة الرابعة من البطولة العالمية، والوحيدة المعتمدة من الاتحاد الدولي في الشرق الأوسط، قدمت للعاصمة الكثير من المكاسب، وأبرزت بمساراتها المختلفة، مناطق ومعالم جديدة من العاصمة الإماراتية، والأهم كان تفاعل الناس معها، والذين اصطفوا في مناطق كثيرة من مسارات السباق ليشهدوا المنافسة الحامية بين نخبة الدراجين في العالم، ولعل مكانة الطواف هي التي عكست شراسة المنافسة، وتزاحم الأبطال على خط النهاية في كل المراحل، وفارق الثواني الضئيلة بين الأوائل. لست خبيراً في رياضة الدراجات، وعلاقتي بها كعلاقتكم أيضاً، تتوقف عند حدود ركوبنا الدراجة في الصغر أو الحنين إليها لبعض الوقت على الكورنيش، ولكن الأثر الذي حققه طواف أبوظبي لمن يتابعون يبعث على الفخر، ويؤكد أن من يتبنون رؤية العاصمة للمستقبل يتحركون بخطى حثيثة ومدروسة، وليس أدل على ذلك من أن السباق بات يضاهي كبريات الطوافات العالمية، وأبرزها طواف جيرو في إيطاليا، ولكون طواف أبوظبي المحطة الثالثة عالمياً في أجندة الاتحاد الدولي، فذلك يعكس عملاً كبيراً، تلمس صداه في الشارع وفي الفضاءات الإعلامية العالمية، والمكاسب التي تحققت تتجاوز تكلفة السباق بكثير. لا شك أن الرعاية الكريمة من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، كان لها أثرها في كل هذا الزخم الذي رافق الطواف في جميع مراحله، وفي تجنيد كل الطاقات ليخرج بأبهى وأروع صورة، كما أن مجلس أبوظبي الرياضي أجاد التخطيط لكل التفاصيل، ليقدم للعالم سباقاً يضيف لأجندة الاتحاد الدولي، ويعزز الثقة في أبوظبي في مختلف الفعاليات التي تتصدى لها. تجاوزت أبوظبي حدود أن تتصدى لأية فعالية، فباتت تختار وتنتقي، وهذا لم يحدث من فراغ، وإنما بعمل يتصاعد يوماً بعد يوم، جعلها وجهة أثيرة للباحثين عن الاستثناء.. هي مثل سباقات «ضد الزمن».. لا حدود لما تستطيعه، ولا أفق لطموحاتها.. هي دوماً تمضي إلى الغد وما بعد الغد. كلمة أخيرة: الزمن مساحة نسبية.. قد يسبقنا وقد نسبقه