ونحن في رحاب شهر الإمارات للابتكار، ينعم مرتادو طريق أبوظبي - دبي من عشاق ومتذوقي الفن، بلحظات سريعة مشحونة بالرقي والجمال، من خلال مبادرة «الطريق الفني» المبتكرة وغير المسبوقة على مستوى العالم التي تتيح لهم فرصة التعرف إلى المقتنيات الفنية الرائعة التي يزخر بها متحف «اللوفر أبوظبي»، وتساهم فيها شركة أبوظبي للإعلام، حيث يمكن لمستخدم الطريق الاستماع لشرحٍ مكثفٍ لا يتجاوز نصف دقيقة حول كل لوحة يمر بها، وهو داخل سيارته عبر إحدى ثلاث محطات إذاعية تابعة للشركة. مبادرة تحمل العديد من المعاني لقيم عظيمة جميلة، تثري الثقافة وتُغني الذائقة الفنية، وتهذب الروح العاشقة للجمال والمتذوقة لعظمة الفنون بأنواعها. وتفتح آفاقاً واسعة أمام المرء، ليطل على نوافذ النور وإشعاعات الإدراك والارتقاء التي تنفذ للإنسان والمجتمعات بالثقافة ومع الثقافة عندما تشرع أبوابها على مصاريعها بالانفتاح على الآخر، وتنثر الحب والتسامح وحسن التعايش. إن مثل هذه المبادرة النيرة والريادية ما هي إلا امتداد لصور الرعاية والدعم والاهتمام الذي تحظى به الثقافة بروافعها وأفرعها المختلفة من لدن قيادتنا الرشيدة التي أدركت مبكراً أهمية وقيمة الثقافة للتصدي للأفكار الظلامية ودعاة الانغلاق والتحجر، وبالذات أولئك الذين يتاجرون بالدين الإسلامي، ويجعلون منه مطية لجر المجتمعات نحو كهوفهم المظلمة، حيث لا عبور إلا تجاه مفازات التيه والإقصاء والتكفير والحجر على كل رأي مخالف بحجة الضلالة. اليوم وجود متحف بحجم وقيمة اللوفر وعما قريب «جوجنهايم» في المنطقة الثقافية من جزيرة السعديات، إلى متاحف أخرى، وما تزخر به «المنارة» هناك من مظاهر الحراك الثقافي والفني يؤكد نجاعة النهج الذي جعل من إمارات الخير والمحبة جسراً للتفاعل والتواصل بين الثقافات والحضارات، وما يحمل من تبادل للمصالح وتفاهم بين الشعوب. وبهذا الوعي والإدراك والرؤية الواضحة في استشراف المستقبل، نجحت الإمارات أن تصنع لنفسها هذه المكانة الرفيعة بين الأمم، وحظيت بتقدير العالم الذي ينظر إليها اليوم كنموذج ملهم في البناء والتعاون مع بقية الخيرين في العالم لأجل إسعاد الإنسان في كل مكان، انطلاقاً من توحيد الجهود ورص الطاقات للبناء والتنمية، ونشر القيم الإيجابية واحتضان المبادرات الإبداعية التي تنطلق من إمارات الخير لما فيه الخير للجميع. كل التحية والتقدير لكل من عمل واجتهد وابتكر وأبدع لرسم السعادة على وجوه الآخرين.