- «بعض الوجوه تجدها مرهقة في يومها، وتميل إلى لون الدخان، وثمة هزال واضح لا يمكن التشافي منه سريعاً، إن أطلت النظر إليها أو جاليتها بالصدفة، قد تنقل لك عدوى تلك الحمى السلبية الجالبة للكآبة، فتشعر وكأن قدميك تغوصان في الوحل، لا يمكن أن تراها إلا وتوحي لك حينها أنها دفعت ضرائب كثيرة في حياتها التي لم تسر كما يرام أو أنها خرجت للتو من مكتب محصل ضرائب حكومية لا يرحم». - «ثلاثة عشر ألف مخالفة مرورية لتجاوز الإشارة الحمراء في عام، هذا الناس «طايرين» من كل شيء إلا الفرحة، معقول يعني شو يريدون إشارة بنفسجية تفرح قلوبهم علشان يتوقفوا عندها، ويتأملوا جمالية لونها، وإلا يريدون دربهم دومه «سالك»، ترى عجزت إدارات السلامة المرورية من الإرشادات، والحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين، والرادارات طرست الشوارع، ما شيء إلا يفسلون لكم رادارين عند نخلة». - «معقول يأتي زمن على الناس، لا أحد يعرف رئيس الجمهورية العراقية، وقليل من يتذكر اسمه، وإن سمعوا بذكره حسبوه رئيس حزب سياسي، وما أكثرهم اليوم في العراق، وما أقل منفعتهم، غابت الزعامات التاريخية بخيرها وأخطائها، يومها كان العراق ثقلاً، ومعادلة صعبة، واليوم تتلاعب به الأهواء والانتماءات والفساد الطائفي، وشيء قدروا عليه المتآمرون أن يسحبوا العراق والعراقيين للجهل، تلك المنطقة غير الخضراء والتي تجاوزها العراق منذ فجر تاريخه، وعلى مر حضاراته، زمان.. كان صعب أن تجد عراقياً لا يفهم». - «يعني لا أحد مثل الهنود يظهّرون قيمة ما يدفعون، ولو استطاعوا أن يذلوا الآخر الذي يخدمهم لفعلوا، مثلاً.. تجد الواحد حاجزاً في مقصورة رجال الأعمال، وما أن يحلّ على كرسيه حتى يفتحه بالكامل، ويبقى هو في وضع المستلقي، يعني باقي شوي وتقول راقد في ثبان الذي وراءه، و«قصور» المضيفات يغرّنه ذاك الماء بدرجة حرارة الغرفة، كما يقول، والذي يطلبه مع مكعب ثلج واحد، بين الحين والحين، والمشكلة تجده واضعاً سماعات الأذن، ويتحدث مع الذي جواره بصوت عال، لا يدرك كم معدل هزاته وصداه، ولما بدأ يتعب من الطلبات، ومخطرة المضيفة في الصغيرة والكبيرة، سمعته يقول لإحداهن: هل تقدمون شراب الينزبيل الفاتر، فلما دهشت المضيفة، أردف قائلاً، وأظنه كاذباً: هناك شركات طيران يعرفها تقدم خدمة شراب الينزبيل الفاتر بترابه.