قدمت نجوم الغانم فيلمها الجميل «آلات حادة»، المستوحى من حياة الفنان الراحل حسن الشريف. وبعد تجارب عدة في الإخراج، تعود نجوم إلى انطلاقتها البكر في التسعينات، بداية من فيلم «آيس كريم» و«الحديقة» عام 1997، و«ما بين ضفتين» عام 1999، وفي عام 2008 كان فيلم «المريد». وتشاركت مع الشاعر خالد البدور في فيلم «حمامة» عام 2014. أما في مجال الشعر، فلا يختلف حول إبداع نجوم اثنان. فمنذ الثمانينات وهي تعزف على قلب الشعر، وتجسد روعتها وعالمها في الفكر، شاعرة ومخرجة. هذه المثابرة في عطاءات تميّزها عن غيرها، لها شخصية ثقافية منفردة ومتجددة، وتسعى دائماً بهدوء إلى رسم مفاجأة، تلفت إليها الساحة الثقافية، مثلما ترسم الابتسامة على عزف من الخيال، فتبدع أينما حلّت سحراً، وتزهر في فضاء الكلمة، فتتوّج بالشعر أعمالها. فالشاعرة نجوم الغانم لا تعرف الانطفاء أو التستر على إبداعاتها المختلفة، وهنا تكمن شخصيتها وجماليتها وروعتها في تفتق ذهني يشبه تفتق الأزهار بالحديقة الغناء. الجميل هو أن جميع الأعمال الفنية، والأفلام التوثيقية التي قدمتها، قد فازت بجوائز مختلفة، وبرزت في عواصم عالمية، تاركة توهجاً سحرياً إبداعياً ناعماً، وبصمة إماراتية فنية وثقافية، لم تستطع أكثر المشاركات ذات الطابع الفردي أن تترجمها، لكن المخرجة والشاعرة نجوم الغانم فعلتها، وفعلها أيضاً المخرج ناصر الظاهري، حين جاب الشرق والغرب، حاصداً العديد من الجوائز القيّمة عن فيلمه «سيرة الماء والنخل». وبهذا الفيلم «آلات حادة» جسّدت نجوم الغانم، حياة الفنان الراحل حسن الشريف، وهي حياة ملأى بشغف الفنان الذي نذر حياته للفنون، وترجمها بمفاهيمه وبلغته الفكرية، وتميز في رسالته، ولكل فنان رسالة، ورؤية تميّزه عن غيره. هكذا يحضر حسن الشريف في فيلم نجوم الغانم الناجح، وكأنه يتحدث عن حضوره المؤثر الذي لم يلغه غياب. ويتحدث الفيلم عن مسارات ومفاصل مختلفة من حياة حسن شريف، ومدى تأثيره على الفن الإماراتي. ويظهر الفيلم مدى معاناة الفنان في استخراج العمل التشكيلي، وإبرازه ضمن جهد عضلي، ونسيج من رؤية فلسفية، فيها ذلك الاستشراف القيّم الذي يجسده الرائي المثقف في عمله. إنها التفاتة المبدع للمبدع، ولن يدرك حقيقة الفنان الظاهرة إلا فنان قادر على فهم لغة الحياة، وترجمة تجاربه وأبعادها الإنسانية، وهو ما استطاعت أن تفعله المخرجة نجوم الغانم في عملها عن حسن شريف، بعين تحليلية وذاكرة فطنة.. فمنحت إبداعات حسن شريف حياة متجددة.. فسلاماً لروحه الراقية.