سجلت مدينة العين موقفاً إنسانياً جسد أصالتها ونبل أهلها ومئات المشيعين من أبناء «دار الزين» والمقيمين فيها يشاركون في تشييع جثمان طفلة توفيت في حادث مروري مؤلم، وذووها يتلقون العلاج من جراء الحادث الذي وقع يوم الجمعة الماضي على طريق دبي العين. موقف أهالي المدينة الذي كان محل إشادة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لمواطنتهم الإيجابية، وامتداداً لقيم أصيلة تميز مجتمع الإمارات، وغرس من الغراس الطيب للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تشجيع عمل الخير وحب الآخرين وتعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي والتضامن والتآزر بين الناس والشعوب. هبة أهالي مدينة العين لدى تشييع الطفلة الأردنية دانة، وقد غص بهم مسجد حمودة بن علي للصلاة على جثمانها، كانت لها أصداؤها التفاعلية داخل وخارج الدولة، وتنطق بصورة عفوية عن حقيقة كون «الإمارات وطن الجميع». وقد كانت شرارة الهبة من طلاب والد الطفلة، وهم يسجلون لفتة وفاءً لأستاذهم في جامعة الإمارات الذي حالت إصابته في الحادث مع زوجته من أن يكونا في وداعها الأخير، ليتلقف الناس الدعوات ويتدفقون بالعشرات للمشاركة في التشييع وتبادل التعازي، وكأنما المصاب يخص كل واحد منهم. قيم أصيلة نبيلة تبرز في مثل هذه المواقف العصيبة. قيم حافظت عليها الإمارات وتتشبث بها رغم رياح العصرنة العاتية، وتترسخ هذه القيم بما تغدق عليها القيادة الرشيدة الوفية لنهج زايد الخير من رعاية وصون وتشجيع للسنع الإماراتي، وقد توج هذا الحرص والرعاية والمتابعة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإدخال مادة التربية الأخلاقية لمناهجنا الدراسية، والتي دخلت حيز التنفيذ لتغذي هذه الروح الطيبة المتفاعلة لدى الأجيال بالحفاظ على تلك القيم العظيمة التي يتربى عليها الأبناء وينشئوا في كنفها أسراً قوية متماسكة في مجتمع يشد كل من فيه أزر بعضه بعضاً، وبصورة تنعكس على المجتمع تمده بالقوة والمنعة وهو يزهو بأفراده الإيجابيين المتحابين المتعاضدين المنتجين. ونحن نترحم على الطفلة دانة ونسأل الله الشفاء لذويها المصابين وكل مريض، نتمنى من الجميع التفاعل الإيجابي مع دعوات رجال المرور بالالتزام بقواعد السلامة المرورية والقيادة الآمنة، والله يحفظ الجميع.