لم تكن الحصيلة الأولية لمشاركتنا في البطولة الآسيوية بعد انقضاء أول جولتين لتلامس السقف الأدنى للطموح، حيث لم تحصد أنديتنا الأربعة المشاركة سوى 5 نقاط من أصل 24 نقطة، وهي محصلة هزيلة تعكس استراتيجياتها المرسومة، حيث لا تولي لها أهمية كبرى، ولا تبذل الجهد المطلوب، وتتعامل معها بإهمال تام، ولولا الخوف من العتب والملامة، لأعلنت انسحابها من المسابقة بحجة المصلحة العامة. الغريب أن التصريحات الصادرة لا تعكس ما يتحقق في الميدان، والخطب العصماء التي نسمعها من المسؤولين في واد، والنتائج التي تتحقق على أرض الملعب في واد آخر، وهناك «شيزوفرينيا» حقيقية، ولأن الكلام بالمجان، لا يمكن أن نصدقه أو نضعه في الحسبان، فجداول الترتيب أصدق بكثير من مسؤول يخرج علينا بكلمات منمقة لا تتفق معها الروح التي يظهر عليها اللاعبون على أرض الملعب، فقد يزل اللسان ولكن الأرقام لا تكذب. السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا، هل تلك هي مستوياتنا الحقيقية؟ وليس بالإمكان أفضل مما كان، والإجابة بكلمة واحدة «نعم أو لا»، فإذا كانت الإجابة بـ«نعم» وأن هذا أقصى ما لدينا، لماذا كنا نتباهى بأن دورينا هو في صدارة تصنيف الدوريات الآسيوية، علماً أن هذا التصنيف نسبته الأكبر مبنية على نتائج الفرق في البطولة الآسيوية، أما إذا كانت الإجابة بـ«لا» وأن لدينا أفضل بكثير مما نحققه من نتائج، إذن ما هو السبب الذي جعل محصلة أنديتنا هي الأسوأ مقارنة بنظرائها في غرب القارة، ومن المسؤول؟ أنديتنا التي تتألق في الدوري، فتحتج على أي خطأ تحكيمي، وترى مختلف صنوف الروح القتالية بين لاعبيها، وتبذل إداراتها الغالي والنفيس من أجل البقاء في دائرة المنافسة، لا تبدي ردة فعل حقيقية في البطولة القارية، علماً أنها محلياً لا تمثل سوى نفسها، أما في الخارج فهي تحمل لواء الدفاع عن مكتسبات الكرة الإماراتية، وعن ترتيب ومخرجات دورينا بين دوريات القارة، أليس دورينا كما يقولون هو الأقوى والأفضل ويتربع على الصدارة؟ لم تحسم الأمور بعد، وكل أنديتنا لا يزال لديها القدرة على تصحيح أوضاعها، وكلها بلا استثناء قادرة على العودة من جديد، واقتناص إحدى البطاقتين للتأهل إلى الدور التالي، ولكن لن يتحقق هذا سوى بالإرادة والتحلي بالمسؤولية، والتسلح بالرغبة والروح القتالية، فجل ما نطلبه من الرباعي الآسيوي ليس سوى شيء من الجدية.