قد يظن البعض أن تنظيم سباق طواف أبوظبي للدراجات، مجرد مسابقة يتبارى فيها مجموعة من عشاق ونجوم اللعبة، ويطوفون بها على بعض المناطق والشوارع في الإمارة، وقد يعتقد البعض أنها مجرد حدث عادي يشارك فيه من يريد ركوب «الدراجة الهوائية»، ليحقق المركز الذي يريده حسب لياقته وخبرته! ولكن الواقع أمر مختلف، وبطولات الطواف هذه، تعتبر واحداً من أهم الأحداث الرياضية التي تحمل شعبية ومتابعة واسعة حول العالم، ويكفي حين استضافتها «أبوظبي» طلبت 184 دولة نقلها عبر قنواتها التلفزيونية المفتوحة، وهي وحدها تعبّر عن أهمية مثل هذه الأحداث عند الكثير من الشعوب. ولكن بالنسبة لنا يا ترى ماذا ستضيف؟ اتركوا الإجابة عندي هذه المرة: أولاً هذه النسخة أطلق عليها «الرمال الذهبية»، تيمناً بصحراء أبوظبي التي يظن البعض أنها مجرد كثبان رملية وكتل مترامية صنعت من خلالها الصحراء، ولكن في الحقيقة هي رمز وأصالة وصورة تعبّر عنا.. هذه الرمال هي مصدر إلهامنا! عدد زوار أبوظبي من أجل هذه الجولة فقط، وصل لـ61 ألف زائر من خارج الدولة، علماً بأن ما تجنيه الإمارة بلغ 545.5 مليون دولار من خلال استضافتها للبطولات والأحداث والفعاليات، وهو رقم لا يمكن أن تمر عليه مرور الكرام من دون أن تتوقف وتسأل نفسك، كيف؟ الإجابة سهلة، الرياضة هي جزء من الصناعة.. وشيء من الاقتصاد وذراع للسياحة، وهي أصلاً رسالة وصورة وتعبر عما يجري في دولتنا. حدث مثل هذا يجعل الدوائر الحكومية والهيئات الوطنية في حالة استنفار تام، تخيلوا شرطة أبوظبي فقط تحرَّك ما يقارب 100 دورية من أسطول سياراتها في الأيام الخاصة بالطواف، هذا غير ما تقوم به دائرة التخطيط والبلدية وهيئة تدوير وغيرها من الدوائر الخاصة بالإمارة. على مستوى المتطوعين، فإن 1450 متطوعاً من مختلف دول العالم سيكونون على خطوط الميادين لتقديم أدوارهم المنوطة عليهم، ولكن ما خطوط السباق أصلاً؟ باختصار هي من ستجول كل الإمارة، بدءاً من مدينة زايد وواحة ليوا وحميم ومنيعة، مروراً بالعين بكل شوارعها وضواحيها، نهاية بالشهامة والرحبة وسويحان وحتى الوصول إلى الطويلة، في هذه النسخة بالذات ستكون هناك جولات حول بعض المنشآت أو التحف الاقتصادية الضخمة في أبوظبي، على رأسها ميناء زايد أو كما يطلق عليه «كيزاد»، وهو رصيف بحري فخم يستحق المرور بجانبه، بالإضافة إلى محطة شمس وجزيرة ياس بكل ما فيها والسعديات ومتحف اللوفر وقصر المويجعي والجاهلي في العين، وكل ما ذكرته هو عبارة عن مواقع تحمل في قلبها حكاية من حكايات أمجاد أبوظبي. كلمة أخيرة نحن نكتب من الرياضة «رسالة»، ولكن بطريقتنا الخاصة.