من بإمكاننا أن نسمع.. لنعرف.. لندرك إن كنا نسير على الطريق الصحيح أم لا.. حتماً من طَالع المشاهد من قريب ومن بعيد.. من لم تعد لديه حسابات سوى المصلحة العامة.. من لا يريد سوى خير هذا البلد، مثل المونديالي علي بو جسيم، الذي أطلق اليوم ما يشبه الصرخة عبر صفحات «الاتحاد»، متحسراً على حال أنديتنا في البطولة الآسيوية، وحصدها خمس نقاط فقط من أربع وعشرين كانت متاحة في جولتين خضناهما في البطولة، وتأكيده أن النقاط الخمس هي محصلة المنظومة كاملة. ما قاله بو جسيم انطلاقاً من «المنعطف الآسيوي» حقيقي وواقعي، فالأمور لدينا ضبابية إلى حد كبير، واللاعب المواطن يكاد يختفي تحت وطأة الاحتراف، والأندية هي المسيطرة، وهي التي لا تنظر إلا تحت أقدامها.. تتطلع لمصلحتها القريبة في دوري أو كأس، من دون أن تعلي القيمة الأهم، وهي كرة الإمارات كلها. بو جسيم، يلتمس العذر للأبيض فيما يحققه وما يقدمه، فهو لن يأتي بلاعبين من القمر، ويعقد مقارنات بيننا وبين دول أخرى أجادت حماية منظومتها، فجنت ثمار ذلك على كل المستويات، مثل أوروجواي وأوزبكستان، وتحدث عن حال الناشئين، وعن أن كرة الإمارات لم تعد تقدم أجيالاً مثل التي قدمت في زمن الهواية، رغم كل الصرف الذي يحدث هذا الأيام في كل الأندية. أنا لا أعرف بالضبط، ما الذي بإمكاننا أن نفعله.. متى يمكن القول إننا لا بد أن نبدأ من هنا.. لا بد أن نغلق أبواب العبث مجتمعة ونعمل لصالح اللعبة ككل مهما كلفنا ذلك.. من ننتظر ليلقي بحجر ثقيل في الماء الراكد ليحرك الأمور.. وهل بإمكاننا فعلاً أن نفعل ذلك، وكيف السبيل إلى إصلاح الأندية، لينصلح حال الاتحادات كلها بعد ذلك، وأليست لدينا رؤى تتجاوز ما نقوله ونكرره دوماً.. ألا نمتلك شيئاً مدهشاً بإمكانه أن يأخذ بأيدينا بعيداً عن هذا الواقع المكرر والممل والذي لم يقدم لكرة الإمارات تقريباً أية ثمرة منذ عقود؟. كلام بو جسيم، يجب ألا يمضي إطلاقاً كما يمضي كلام أي أحد، وصرخته التي حملتها السطور، هي صرخة محب لهذا البلد، لكنها ليست المرة الأولى التي يتكلم فيها أو يتكلم غيره ممن يحبون وطنهم ويريدون الخير لكرة الإمارات.. المشكلة ربما أننا أصبحنا ننظر للكلام وللأخذ وللرد وللتحقيقات الصحفية والزوايا اليومية باعتبارها شيئاً قائماً بحد ذاته.. ليس بحاجة إلى صدى ولا إلى ردود فعل ولا نتائج.. شيئاً يشبه سوق عكاظ، حيث كانوا يتبارون في الكلام وفي الشعر وكفى. مضى زمن الهواية بكل ما فيه، ويبدو أن كل شيء في زمن الاحتراف بات له ثمن، ولم يعد في مقدور أحد أن يهدم منظومة الاحتراف.. ولا أدري لماذا نجح الاحتراف عند كثيرين ويأبى ذلك عندنا؟.. ربما لأن من يطبقون الاحتراف غير محترفين. كلمة أخيرة: تكفيك النتائج.. لتعرف إن كنت على صواب أم خطأ