الباحث والمنقب عن حقيقة الأشياء وتأكيد صحتها أو توضيح مفردات ومعاني بعض المسميات والمواقع وتاريخها وأزمنتها، يرتكز على ثقافة ودراسة تخصصية وبحثية من جامعات ومراكز أبحاث، وخبرة في مجال البحث والتدقيق، والمدعوم بشهادات أبحاث عبر مجلات ودوريات متخصصة أجازت عمله المحكم من ناس لهم خبرات طويلة وشهادات عالية في مجال البحث والعلوم البحثية. أما جامع الخراريف فقد يستمد ما يقدمه ويتحدث عنه أو يدونه ويكتبه للناس من مقابلات وأحاديث مع كبار السن الذين ربما دخل بعضهم مرحلة الشيخوخة والخرف، ومن دون التحقق والتثبت مما يقولونه، والعجيب أن جامع الخراريف ربما لا يعطيك مراجع أو أبحاثاً يمكن العودة إليها، وإنما بجرأة عجيبة قد يقدم نفسه كمرجع وباحث وهو لا يملك التخصص، أو حتى تجاربه العملية والتعليمية لا تسمح له بذلك، وحده يحدد أنه باحث ومرجع ومصدر للتاريخ والجغرافيا والتراث! في الساحة الإماراتية أكثر من شخص ومهتم بجمع الخراريف القديمة يعرض نفسه عبر الكثير من الوسائل وكأنه الباحث والمرجع التاريخي والبحثي والتراثي، خاصة في ظل هذا الانفراج على التواصل الاجتماعي وسهولة أن يفتح كل شخص موقعاً له، ثم يبدأ في نشر خراريفه. قبل عدة سنوات تصدينا لمعلومة باحث وبيّنا صعوبة تصديق ما يقول، وتفاعل معها بعض المختصين في المجال البحثي والاجتماعي وقدامى المنطقة، تلك الحكاية التي أوردها باحث، وبالخصوص عندما تكلم عن جبل علي في دبي وزعم أن آثار موطئ قدم الإمام علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، هناك ولذلك سمي جبل علي. وبعد زمن من ذلك، جاء باحث يقول إن قبر الشاعر عنترة بن شداد العبسي، موجود في «ليوا»، وأن هذه المعلومة قالها له أحد كبار السن، وأسرع في نشرها دون دراسة وافية. وحكايات كثيرة أخرى قد تنتشر والسند والمرجع دائماً بعض كبار السن والعجائز. الآن أيضاً يأتي آخر بحكاية عن دبي وحديث غير مؤكد ومسميات تختلف في النطق بين الناس وما يذهب إليه، مثال (النيفة) وحسب القدامى ونطقهم لها يختلف عما ذهب إليه، فهو يقول: النيف أو النجف ولا ندري ما دخل النجف في مسمى بحري والمقصود به موقع عميق من البحر يقع في (الغبة) الممتدة إلى مراسي المراكب القديمة ويعبر عنها بالعمق الغزير، تماماً كما وقع في تسمية جبل علي ووجود أثر لقدم الإمام علي بن أبي طالب، ثم يتحدث عن (الحد) وهنا اختلاف شديد في اللهجة الإماراتية وتباين بين كلمة الحد والحد وأيضاً الحادي، كان يشير إلى الحادي وهو التصاق من البحر بالرمل/‏‏‏‏ لسيف ويقول إنه حد، وهو موضوع يحتاج للتدقيق والمتابعة.