لم يعد العمل الإعلامي قاصراً على المنتمين للمؤسسات الإعلامية والمواقع الرسمية، وإنما أصبح الفضاء مفتوحاً لكل المتابعين للشأن المحلي والعالمي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم أو «السوشيال ميديا»، كما يطلقون عليها، وكثيرة هي الآراء الإيجابية والموضوعية التي يطلقها البعض عبر موقعه والقلة هي من تتجاوز الحدود وتثير الرأي العام تجاه بعض القضايا التي قد تطرأ بين الحين والآخر في الساحة الرياضية، وتجعل من المواقع ساحة حرب شعواء على الرياضة التي منهم براء. أهداف الرياضة سامية ومعلومة لدى المنتمين لها من الممارسين والمتابعين، إلا أن فئة تخرج عن الأطر المتعارف عليها وتسيء للرياضة، وتجعلها ساحة حرب على المؤسسات الرياضية والأفراد بهدف الشهرة، دون شك الرياضة ابتليت بهؤلاء وعانت وتعاني ممارساتهم، الأمر الذي دعا مجلس أبوظبي الرياضي إلى إصدار بيان حول التراشق الإعلامي والتصريحات الصحفية بين المسؤولين في الأندية واللاعبين في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وطالب المجلس المنتمين للحركة الرياضية بأن يكونوا قدوة للآخرين في ضبط النفس، وعدم الانسياق لحالات التعصب الرياضي التي لا تمثل ولا تتوافق مع نهج الدولة، ودعا المجلس في بيانه الجميع للتحلي بروح المسؤولية والروح الرياضية والانضباط العالي في التصريحات الإعلامية والتغريدات التي تستوجب الظهور بالمظهر الحقيقي لرياضتنا والتنافس الحضاري بين أنديتنا لتحقيق الهدف المنشود في رفع راية الإمارات عالية في المحافل الخارجية، واعتبار الرياضة أسلوب حياة يجمعنا ولا يفرقنا. ولأننا دعاة المحبة والتسامح في الإمارات فإن واجب الجميع النأي عما يعكر صفو المحبة بين مؤسساتنا وأفراد مجتمعنا ليكون التلاحم بمعناه الجميل حاضراً بيننا، وهنا يكمن دور مؤسساتنا الرياضية خاصة الأندية في نشر ثقافة الاحترام المتبادل بين منتسبيها ومشجعيها، فالفوز والخسارة وجهان للرياضة وقبولهما سمة أصيلة فلا ينبغي الخروج عن الروح الرياضية في تعاملنا معها. كم من تغريدة أججت الشارع الرياضي وألبت الرأي العام، وكم من كلمة في غير محلها كان لها وقع سيئ في نفوس الجماهير وأثارت الفتن بين جماهير أنديتنا وانتقلت إلى مجالس إدارات أنديتنا دون قصد لتكون شريكاً في مهاترات بعيدة عن أهداف الرياضة! لنكن في مستوى المسؤولية في إدارتنا للرياضة وتشجيعنا لها.