يبدو أن الإخوة الأعزاء في اتحاد الكرة، حلوا كل قضاياهم وحققوا كل وعودهم، ووصلوا إلى كل أحلامهم وطموحاتهم، وتبقى لهم «قصّات الشعر»، التي ما زلنا لا نعرف آلياتها، ولا طريقة تنفيذها، ولا على من تسقط، وعلى من يجب أن تُنفذ، ويبدو أن هذه «القصّات» المشكلة الوحيدة الباقية في أدراج الاتحاد، بعد أن انتهى من كل الملفات! منتخب الشباب من دون مدرب هو أمر عادي، ومشروع أو خطة إعداد «الأبيض» لكأس آسيا لم يُعلن عنها بعد، فنحن غير مستعجلين، وتقنية الفيديو لا تزال ومنذ سبتمبر الماضي تؤجل شهراً بعد شهر، فالموسم لا يزال في بدايته، ولكن الأهم من كل هذا أن تكون في كل اجتماع إضافة صيغة أو جملة أو مقترح أو تسريحة جديدة لـ«قصّات الشعر» الممنوعة أو المسموحة! والمشكلة حين نتحدث وننتقد ونبين الأخطاء، يعتقدون أنها حرب، وأنها حملة منظمة، وأن خلفها أهواء وأفكاراً ومؤامرات، وحين نتخذ الصمت أو ننشغل بقضية أخرى يعتقدون أنهم انتصروا، وتمكنوا من إسكات الأفواه وإغلاق الملفات بطريقتهم غير الموجودة أصلاً! في كل اجتماع، هناك فقرة أو بند لـ«قصات الشعر»، ولكن حين يفتح ملف حيوي مثل اقتطاع الـ2% من تعاقدات الأندية، يكون القرار هو التأجيل، وأما ملف سقف الرواتب فنصيبه هو الترحيل، أليست هذه الحوكمة التي كدنا أن ننساها! في الأسابيع الماضية، جرت بعض الأحداث والمواقف، ووصلت لحد التراشق بين البعض، وسط صمت مطبق من قبل الاتحاد المشغول بمبادئه في «قصات الشعر»، فهي أهم بالنسبة له من التعصب والعلاقات المتوترة بين الأندية! هناك من يعتقد أن عضوية الاتحاد تعني رمي الأخطاء على الآخرين، وأن الانتماء له يعني تكريم بعض المميزين والابتسامة للصورة، وأن التواجد في أركانه يعني تعيين متحدثين رسميين وإقالة مجموعة من الموظفين، وأن الاتحاد يعني اجتماعاً وتغريدة وصورة «سيلفي»! اجتماع دوري ومبرمج، ودون ضغوطات، والمحصلة لا توجد صيغة نهائية لإعداد منتخبنا الوطني في المرحلة المقبلة، ولا إعلان مدرب لمنتخب الشباب، ولا نعرف أي مدرب هذا الذي سيأتي ليختار لاعبين شاهدهم في الأسابيع الأخيرة من المسابقة والموسم، عفواً القائمة جاهزة أصلاً! وإذا كان قد يستهويكم قانون الشعر وقصّاته، فأنا أقترح عليكم إضافة بند جديد لقانون الأظافر، وبند أخير لقانون طريقة ارتداء «الكاب» بعد المباراة!.. ما رأيكم؟ كلمة أخيرة هنا فرق بين اتحاد كرة قدم وبين لجنة طابور الصباح في المدرسة!