بعض العائدين نعود معهم.. تحلو الحياة، كما لم تكن قبلاً.. ينثرون في طريق العودة تمائم الفرحة والبشر والتفاؤل، كما حدث في الإمارات أمس الأول، مع عودة الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، من رحلة العلاج بالخارج.. كانت عودة بطل، قدم النموذج والقدوة لكل شاب إماراتي وعربي في الدفاع عن الحق والمبدأ، وتقدم الصفوف، وهو من هو، وقاد زملاءه البواسل في ساحة الشرف والواجب، ليؤكد أنه لا خوف على الإمارات، طالما أن شبابها بهذا الوعي، وهذا الحب لبلدهم، وهذا الإيثار الذي يدفعهم لتقديم أرواحهم فداء للوطن، والتضحية بأغلى ما لديهم، لتظل راية الوطن مرفوعة في السماء. كانت الفرحة أمس الأول، غير عادية، امتدت من الصدور إلى المدى في كل شبر على أرض الإمارات، وتلونت بها الشوارع وتلون بها برج خليفة الذي ازدان بصورة الشيخ زايد بن حمدان، وامتد التفاعل إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت بالفرحة، وسجل التفاعل أرقاماً قياسية، إذ تجاوزت أعداد من شاهدوا وسم «مرحباً زايد بن حمدان» الثلاثمائة مليون حول العالم، في تأكيد على أن البطولة ليست شيئاً عابراً، وأن من يلبون نداء أوطانهم ويسطرون التضحيات في ميدان الواجب، هم فوق الهامات، ويسكنون القلب. شخصياً، أعرف الشيخ زايد بن حمدان، واقتربت منه كثيراً في مناسبات عدة، وأشهد أنه طوال مراحل حياته كان كبيراً.. كان ولا يزال نموذجاً وقدوة.. كان ولا يزال قمة في التواضع والمحبة لكل ما هو إماراتي.. يحمل الكثير من سمات الاسم الذي سُمي به.. هو حفيد زايد وقبس من نبل وعطاء وحكمة زايد، ولم يكن مستغرباً عليه أن يلبي نداء الوطن بهذه الجسارة النادرة، وأن يتقدم صفوف جنود الإمارات البواسل في اليمن، ويقدم أروع شهادة وفاء لهذا الوطن، ويرفع هامة كل إماراتي فخراً بما قدمه. فرحة الإمارات بعودة بطلها، اختزلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، حين أكد أن الشيخ زايد بن حمدان نموذج وقدوة للجيل، وبأمثاله تُرفع الرؤوس ويفخر الوطن، كما جسدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين قال إنه كلما زادت التحديات برهن أبناء زايد أنهم أهل لمواجهتها، ويتشرفون بتلبية نداء وطنهم، وتشهد ميادين الواجب بتضحياتهم، وأنه لا خوف على وطن يضم أمثال الشيخ زايد بن حمدان ورفاقه في ساحات الشرف. مرحباً زايد بن حمدان.. مرحباً لتسكن القلب الذي يسكنك وتؤنس الصدور التي دافعت عنها.. مرحباً بالبطل سليل المجد.. مرحباً بمن عاد فأضاء الطريق. كلمة أخيرة: بعض العائدين لا يغادروننا وإنْ ابتعدوا.. بعض العائدين تعود معهم الحياة