لعبة عادية حدثت من خلالها عدة التحامات متتالية، سقط لاعب من هذا الفريق.. وتعرقل لاعب من ذاك الفريق واستمرت الهجمة، تمريرة عرضية تصل إلى مهاجم الوصل ليسجلها في مرمى النصر، يحتج هذا ويصرخ ذاك، يقوم خالد جلال بالتهجم على مينديز من دون أن نفهم اسم أو نوع هذا الاعتداء، وبعدها تتوالى عبوات المياه والشتائم تجاه الحكم ومن معه، وتتبعها محاولات اقتحام الملعب.. لينتهي كل شيء فقد تدخل العقلاء والشرطة! ولكن هل سأل أحدكم نفسه: لماذا كل هذا.. لماذا هذا الاحتقان والغضب المكبوت، وهذه الضغينة وغيرها من المشاعر الخفية بين الطرفين، لماذا انحدرت العلاقة بين الوصل والنصر إلى هذا المستوى، ولماذا لم يحسب أي من الطرفين أن الشرارة قد تتحول إلى نار مشتعلة في أي لحظة؟ أم أن الإجابة واضحة وجاهزة لكل طرف: فلان السبب؟ ما حدث في الملعب، وفي المدرجات وبين اللاعبين، وبين بعض الحضور في المنصة، وبين الأخوة والأصدقاء في مواقع التواصل، تتحمله إدارتا شركة الكرة في الناديين بكامل المسؤولية، وهذه الخلافات قد تتحول إلى ما هو أكبر مما جرى في العوير.. وإذا كانت الإدارتان لا تدركان هذه المسؤوليات التي على عاتقهما، ويحسبان أن جل دورهما ينطوي على كم راتب «فلان»، ومتى ينتهي عقد «علّان».. فعليهما تقديم استقالتهما لمن هو أحرص منهم على إطفاء مثل هذه الفتن، فنحن لن ننتظر أن تحدث كارثة في الملعب أو المدرجات في المباراة المقبلة، كي نقيم الموقف بعدها، فالإدارتان هما سبب الشرارة، وهما سبب تفاقم الخلاف، وهما سبب أن تتحول العلاقة من منافسة إلى عداء علني وفجور في الخصومة أمام الجميع! على العقلاء أن يقفوا قليلاً ويشاهدوا الموقف من أعلى، فالكرة التي لم يخرجها لاعب الوصل كانت مجرد سبب، وربما كان سبباً واهياً.. وما في قلب خالد جلال هو في قلوب الكثير من اللاعبين والمشجعين. في مباراة الإياب بالدوري، ستكون هناك ردة فعل أكبر.. وسيستغل البعض عقول الأطفال، وسيوافق بعض المسؤولين على تمرير اللوحات والعبارات.. وسنسمع الأهازيج والكلمات التي تنتقص من كل كيان، وبعدها ابشروا بالخير! ما يؤسفني أن المباراة انتهت، ولم يعلق أي مسؤول أو إداري في الناديين على ما حدث، لم يعتذر أحد على الأقل للمشاهد العادي، فهذا يبدو أنه لا يهمهم، ولم يتأسف أي منهم على الأقل للأطفال الذين شاهدوا هذه اللقطات، فلا يبدو أن ذلك يشغل بالهم أيضاً، فكل ما يدور في عقولهم.. كيف «أكسر خشومهم»!.. للأسف. كلمة أخيرة ارتقوا.. فالقاع ازدحم!