صدق من قال: «هناك فرق بين أن تخسر وأن تسقط»، ومن نافل القول إن كرة القدم تحتمل أية نتيجة، ويمكن أن يحدث فيها ما نتوقعه وما لا نتوقعه، ومن هنا جاءت جمالية هذه اللعبة وإثارتها. ومن يتذكر كيف سقطت البرازيل على أرضها وبين جماهيرها، وفي كأس العالم أمام ألمانيا بالسبعة مع الرأفة، سيدرك أن أكبر الأندية والمنتخبات في العالم معرضة لـ«السقوط»، وليس الخسارة فقط، ولكن وفي الوقت نفسه تبقى هذه الخسارة تاريخية وغير اعتيادية، ومجال أحاديث طويلة وتساؤلات كثيرة عن أسباب حدوثها. لهذا نتساءل كيف يمكن للوحدة «الفريق الذي نحبه ونحب لاعبيه وإدارته وأنا شخصياً من أقرب الناس لأحمد الرميثي رئيس شركة كرة القدم»، وأعرفه منذ ما لا يقل عن ربع قرن من الزمن، وهو الذي غرد عن غياب عدد كبير من المحليين والمحترفين عن مواجهة لوكوموتيف الأوزبكي في طشقند، التي انتهت بخماسية أوزبكية «مع الرأفة»، وهي النتيجة التي أثارت القريب والغريب والحبيب والكاره كل حسب زاوية رؤيته، لهذا كتب أبوراشد على حسابه بتويتر قائلاً: ذكرت وأوضحت سابقاً مبررات غياب بعض لاعبينا عن أول مشاركة آسيوية، والبطولة من ست جولات يتبين من خلالها جدية المشاركة، وأعلن النادي بوضعها كأولوية، وللأسف بعض الجماهير المنافسة تتدخل فيما لا يعنيها للضغط والتشويش على المنافسة محلياً بعذر المشاركة الخارجية، والبركة في الأربعة فرق. إذاً وحسب المسؤول عن كرة القدم في الوحدة، فإن دوري أبطال آسيا أولوية، وما حدث في طشقند، لا يعني أن الوحدة «باع» الآسيوية، من أجل التركيز على الدوري، لأن «أصحاب السعادة» قادرون على المنافسة على أكثر من جبهة، ولكن ما حدث لهم ومعهم من إصابات ومرض بعض اللاعبين، هو الذي حتّم عدم مشاركة تلك الأسماء، خوفاً من تفاقم إصاباتهم، وبالتالي خسارة كل الجبهات التالية، خصوصاً أن فبراير هو شهر ضغط كبير على الوحدة الذي سيلعب فيه سبع مباريات مهمة، اثنتان في آسيا مع لوكوموتيف والدحيل، وأربعاً في الدوري مع الوصل وحتا وشباب الأهلي دبي والعين وواحدة مهمة جداً في كأس الخليج العربي أمام العين. هذه هي الحقائق والوقائع، وحتى لو ركز الوحدة على الدوري فهذا حقه، وفي الوقت نفسه من حق الآخرين عليه، أن يكون رقماً صعباً في آسيا، وليس «لقمة سائغة»، لأنه لا يمثل نفسه فقط فيها، وأعتقد أن «أهل مكة أدرى بشعابها»، وهم قادرون على معرفة كيف ومن أين تؤكل كتف البطولات التي يشاركون فيها، التي يرون أنهم قادرون على المنافسة عليها.