المؤتمرات، والندوات، والمشاريع، والإنجازات، تسير مثل قوارب تعبر النهر، تمضي بالأحلام مثل هديل الحمام، يشجيك ويطربك، ويرفع في نفسك نشيد العلا، ويجعلك تنمو مثل النخلة الباسقة، ويدخلك في أفق كالحدق، ناصعاً ساطعاً لامعاً، متألقاً بالحياة والحيوية، ونجاحات تسمع من به صمم، وإنجازات ترقص لها النجوم، وتنتشي لها أغصان الشجر، وتوشوش لها الموجة لتخبر البحر عن سفينة تمخر المضائق، من أجل تأثيث وجدان الناس بالفرح وتلوين مشاعرهم بالحب. الإمارات اليوم سبعة أقمار ترفل بسندس التفوق، وإستبرق الاستثناءة، وبلا منازع في مجالات مختلفة ومتنوعة، حتى أصبح العالم في وسط الدهشة، في قلب الحدث الإماراتي فراشات تجول في بستان، تغني فيه الطيور، وتعزف الأغصان لحن الوجود، وأينما تولي وجهك تجد الإبهار والازدهار والفخر، مثل غيمة تطل على الوجود، بنداوة الآمال العريضة والأمنيات الكبيرة، والطموحات اللا متناهية، والتطلعات التي تتجاوز حدود المعقول، ليصبح كل شيء صادماً يعشي نوره الأعين. في الإمارات، رجال يقودون المرحلة بتؤدة وحصانة، مؤزرين بالثقة وثبات الموقف، لا تحرك أقدامهم زوابع الفناجين المثلومة، ولا تهز معانيهم أوهام الموتورين، لأن الشجرة راسخة، والجذر شامخ، والقلوب منفتحة على الآخر، مثل السماء مملوءة بالحب مثل النجمة. حضور مؤتمر الحكومات العالمية في دبي كان له وقع المطر على سنابل العشب، كان له حفيف الشجر ساعة الخصب، كان له رفرفة الطير ساعة السحر، وأنت هناك عند المكان المزدهر، تحدق في الوجوه، وترى ابتسامات مثل أجنحة الفراشات على أكمام الزهر، ترى رجالاً يقودون الزخم بأفئدة معطاءة مثل عيون الماء، والحراك البشري يعبر عن أن دبي هي المحور، وهي جوهر المكان الإنساني، وهي البوصلة إلى مجد البشرية. كلمات الضيوف، كانت مصابيح دلَّت على الجملة الفعلية، وأشارت إلى فاعل مرفوع تقديره دبي، وتنوين بالفتح منصوب بساريات الأمل، فتطل شعوب العالم من هنا، من صحراء أنبتت وعداً كونياً، وعهداً على ألا تتوقف الإمارات عن نث المطر، وبث الخبر ساراً مفرحاً، يفتح آفاقاً ليس لها حدود، بل فضاء مفتوحاً باتجاه الآخر، لأن المؤسسين هكذا أرادوا، وهكذا فكروا، وهكذا خططوا، وهكذا امتدت أياديهم بيضاء من غير سوء. الإمارات كون وكائن وتكوين من أهداب الشمس وخيوط الحرير، هي بالنسبة للعالم، المسافة مابين الرمش والعين، وهي الطريق إلى الحياة من دون حواجز أو كثبان، هي في البدء والنهاية، قلادة النحر ولمعة الجبين.