في يناير من العام الماضي وعبر هذه الزاوية كتبت عن «شموخ التواضع» الذي تجسد في ذلك المسلك والمشهد الإنساني والحضاري لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموه يستقبل في مجلسه العامر بانينكونهي محيي الدين العامل الذي أمضى زهاء أربعين عاماً في ديوان سموه. ومما أضفى على المشهد سمواً وألقاً كلمات سموه وهو يودع هذا العامل البسيط، والتي لخصت شهامة واهتمام قائد يحرص على تلمس أحوال كل من معه من العاملين، مهما كان موقعه ومكانه في الخدمة. وسموه يعبر عن «اعتزاز دولة الإمارات بالإخوة والأصدقاء الذين أسهموا في مسيرة التنمية والبناء ونهضة الإمارات»، و«نكن لهم كل احترام وتقدير ومودة على ما قدموه وما زالوا من جهد وعمل دؤوب ومخلص». ولم يكتفِ بذلك بل حرص وسموه يثني على جهوده وإخلاصه في عمله، على أن يحمله تحياته إلى أسرته في الهند، وأن «الإمارات ستبقى بلدهم الثاني الذي يرحب بهم على الدوام».
يوم أمس، كنا على موعد جديد من صور شموخ التواضع لرجال نهلوا من معين ومدرسة «زايد الخير» في التواضع والتسامح وحسن معاملة الآخرين، ونحن نتابع حرص صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة أمس على توديع العامل الهندي شولاكال كالينجال أبوبكر الذي قضى 38 عاماً في ديوان سموه.
وفي المشهد والموقف الحضاري عبر سموه عن «شكره وتقديره» للعامل «على جهوده وإخلاصه في عمله الذي سطر سيرة طيبة سيذكرها الجميع، متمنيا له التوفيق والنجاح، مؤكداً أن «دولة الإمارات ستبقى بلده الثاني التي ترحب به على الدوام»، معرباً عن «تقديره للمساهمات التي يقدمها المقيمون في الدولة على مختلف المستويات»، مشيراً إلى أن «الإمارات تكن لهم كل التقدير والاحترام».
مواقف ومشاهد رائعة المعاني والدلالات لا ترُوى للأجيال وحسب بل وتُدرس وبالذات لأولئك المتكلسين في دوائر الموارد البشرية وبعض الدوائر والمؤسسات من أهل «البصمة والسيستم» ممن لا يعرفون من أساليب التعامل مع من انتهت خدماتهم في تلك الجهات بعد عقود من العمل سوى وقف بطاقة الدخول ونظام البصمة ومنع أشخاص أفنوا شبابهم فيها من الدخول. ونحمدلله أن أمثال أولئك البيروقراطيين قلة ولا يمثلون الإمارات وأهلها!!.