في السعديات، هناك جناح الطائر الأغر، رفرف جناح منتدى أبوظبي للنشر، وغردت الطيور، ونثت المزن، وهفهفت أوراق السرد، وتحاور المعنيون بهم الكلمة المنغمسون بحبر الحياة، ودارت الكلمات مثل أجنحة الفراشات، تبحث عن دور حقيقي للنشر، على بتلات ورود الوعي المتصاعد في هذا الزمن، وذلك ليقين الناس بأهمية الكلمة، ودورها المحوري، في صياغة عالم نقي خالٍ من السراب والغبار، وكان للبعض ملاحظات على التعثر، وللبعض الآخر تجليات في مديح ما حققته دور النشر من نجاح، في الانتشار، واتساع رقعة الحضور في المحافل الدولية. وبين هذا وذاك، يجد الإنسان أن التجمع في حد ذاته، وإدارة النقاشات حول موضوع يشكل محوراً، أساسيا لصياغة واقع ثقافي يتوازى مع المعطى السياسي والاقتصادي، هو انتصار للعقل، وهزيمة نكراء للظلام، وإنجاز يحقق بعضاً من الطموحات وينجز شيئاً من المشروع الثقافي، ويؤكد أننا ماضون باتجاه المستقبل بخطوات ثابتة وواثقة، وأننا نسرع الخطى، بتأسيس المنهج الإنساني، القويم، والمستقيم، وأن ما يتم اليوم على أرض الواقع، يرسخ لثقافة حقيقية، ومهما تكن من ثغرات، فنحن لسنا معصومين من الخطأ، المهم في الأمر أن نتحاور، ومدرب أنفسنا على أبجديات الحوار وقد نختلف في بعض الأمور، وفي الاختلاف، مصابيح سوف تضيء دروبنا نحو الإجابات عن أسئلة كثيرة يحتاج إليها الواقع، وهي الركائز التي يعتمد عليها المجتمع الثقافي. جميل هذا التنوع في الآراء، وراق هذا الحضور، وواعون هم الذين يرتبون هذه المنتديات، حين يضعون نصب أعينهم أهمية التواصل مع كل من يهمه الأمر، في صناعة النشر، وإنتاج الكلمة وتلوين الحياة بالحبر الناصع، النقي من شوائب الركاكة، والهزال، والإسهال، والاستسهال. رائع منتدى أبوظبي، لأنه لامس صناع الكلمة، بأنامل من حرير الوعي، والمعرفة بأهمية هذا القطاع، كونه الغذاء الذي يتسرب إلى الروح، فيمنحها الحياة، ويعطيها حق الوجود. رائع هذا المنتدى، لأنه يرسخ لواقع إماراتي، منفتح على الوجود، ويفيض بدفء الاستقبال وحنان التلاقي، ولا حظنا ذلك على الوجوه التي جاءت شغوفة لأجل اللقاء، محملة بمشاعر الود للمكان، ملأى بالأسئلة، وهذا بطبيعة الحال يكفي لأن يملأ جعبة المكان، بحركة العقل ونشاط الوعي، ودأب النفوس، كي تقطف من هذه اللقاءات، ما يفيد دور النشر، وما يعود للوطن بالخير، والرخاء الثقافي.من المنتديات، واللقاءات، نكتشف أنفسنا، ونعرف ثغراتنا ونفتح أعيننا على مناطق، لم تكن وقعت عليها أبصارنا. ففي المشاركة تشاور، ومن شاور الناس شاركهم عقولهم.