- أشياء تصدمنا في الحياة أن نجد إنساناً بيننا لا يحمد على ما نحن فيه، فالخير مبتغى، والسلم والأمن مطلب، والنعمة يسند بقاءها الثناء، ولو قارن هذا على ما عليه ذاك، لوصل لتلك الوصية الخالدة، القناعة، لأنها سكن النفس، وطمأنينة القلب. - أشياء تصدمنا في الحياة أن البعض لا يبالي بسواد الوجه، مستعد أن تتقاطر دموعه، ولا يخجل من نفسه، من أجل شيء من أمور الحياة، لو صبر على دنياه، وجالد عمره، ونأى بنفسه، لأتى إليه صاغراً دون تلك المهانة، ذُل الرجال. - أشياء تصدمنا في الحياة أن يتقاتل أبناء البطن الواحد على شيء عابر، فلا أبقوا للود حبلاً، ولا قدسوا كرامة ذلك البطن الذي حملهم وهناً على وهن، النُبل ثمنه في الحياة باهظ، ولا يقوى عليه إلا قلة من الرجال. - أشياء تصدمنا في الحياة أن ينكر شخص معروفاً، ويجحد صاحب المعروف، فلا الشيطان أوصاه، فيدرك ردّة جزاء المعروف، ولا هو قادر أن يُبين عن شحمة الصدر التي يكبّرها الحقد، ولا صاحب المعروف يدري أو عن فعل الخير يتوب. - أشياء تصدمنا في الحياة كيف يستطيع شخص بلا موهبة أن يغير من طبيعة إنسان جُبل على السماحة، وبياض الكف، والتغاضي عن صغائر الأمور، وإجلال كبائرها، كيف يقدر الحمل على مراوغة الذئب، وكيف يقدر على مهادنة الراعي، أشياء نتمنى لو أنها قتلتنا قبل أن نعرفها. - أشياء تصدمنا في الحياة أن يظهر واحد من بين صلبك والترائب، كنت تسخّر له دمع العين، وحين فتح العين، لم ير أمامه إلا إياك، فوغف العين التي كانت تبكيه، لكي لا ترى فضائع ما يخفيه. - أشياء تصدمنا في الحياة أن تأمرنا الحياة بالخوف دائماً، ليس علينا، ولكن منا، وأن تعلمنا أحياناً الخوف، ليس منا، ولكن علينا. - من الأشياء التي تصدمنا في الحياة أن يظهر الدجّالون في كل وقت، وبأي لون، تجدهم مداهنين، يعتمرون العمائم، ولا يصلون، ويعتلون المنابر، فيلحنون، إن اؤتمنوا خانوا، وإن لم يقبضوا مالوا، يحتلون رؤوس الجهلاء، فيبكون حتى يُستأمنوا، ويعزفون على أوتار الخديعة والبغضاء حتى يُصدّقوا، هم عبدة المال والجاه، وأدعياء الدين، وإن افتتحوا حديثهم بالبسملة، واختتموه بالشكر والحمد، وآيات من سورة الممتحنة. - أشياء تصدمنا في الحياة أن يظهر نافخ الكير في كل زاوية فيها الخير، فيعطل الخير أن يصل، ويثني فاعل الخير عن النية بالكسل. - أشياء تصدمنا في الحياة أن يتهالك الناس على قصعة من قصع الدنيا، ولا رجل حليم يقول: كفى، ولا رجل حكيم يقول: لِمَ؟ ولا رجل شريف يقول: إلى متى؟