كان ذلك البيان من أغرب البيانات التي يمكن أن تصدر من وزارة التربية والتعليم، وهي تعلن يوم الخميس الماضي أنها بصدد الإعلان عن نتائج الفصل الثاني عشر مساء ذات اليوم ما لم تظهر «معوقات»، وبالفعل وكأنما الوزارة كانت تتنبأ بوجود معوقات فنية تحول من دون إسعاد الطلاب وأولياء أمورهم بإعلان نتائجهم التي بدأت تظهر على استحياء بصورة جزئية حتى ساعات متأخرة من تلك الليلة للبعض، وبقي طيف واسع من الطلاب على قلق بانتظار النتيجة المتأخرة التي توالت تباعاً، بينما حددت الوزارة يوم غد الثلاثاء موعداً لبدء امتحانات الإعادة، وبعض الطلاب كانوا في حيرة من أمرهم جراء عدم معرفتهم شيئاً عن نتائجهم!!.
ولعل أغرب ما شهدته نتائج هذا العام، أنه بخلاف كل الأعوام، تأخر إعلان نتائج العشرة الأوائل في كل شعبة من شعب المرحلة التعليمية الفاصلة والتي تقود الفائز فيها نحو مرحلة جديدة من حياته، ليخطو خطواته الأولى نحو الحياة الجامعية، سواء داخل الدولة أو خارجها، وفي المجال والميدان الذي يفضل التخصص فيه ليخدم بلاده ومجتمعه.
مشكلة فنية تتكرر في كل عام، والوزارة لا تملك لها حلاً، وكأنما هذا القطاع المسؤول عن الامتحانات وإعلان نتائجها يعمل في جزيرة منعزلة بعيداً عن هذا التقدم والتطور الذي مس كل موقع من مواقع العمل الحكومي في بلادنا.
الوزارة تقوم بعمل هائل ومجهود عظيم لتطوير المحتوى التعليمي والمناهج والأساليب والأدوات، ومع ذلك نرى هذا القطاع لا يواكب ذلك الجهد التطويري الكبير، بحيث تظهر مثل هذه المشاعر التي تنال من فرحة الطلاب بنتائجهم وحصد جهد عام دراسي كامل.
كما نتمنى من الوزارة أن تتقبل هذه الملاحظات بصدر رحب، فالجميع يقدر ما تقوم به، ولكن معالجة مثل هذه السلبيات التي تظهر وكأننا غير مستعدين لها، تتطلب الاستماع لملاحظات شركائها في المسيرة، ونعني الطلاب وأولياء الأمور لأنهم المعنيون بمشروعات وبرامج الوزارة التي ننظر إليها باعتبارها ليس من تقود فقط تعليم فلذات أكبادنا، بل تغرس فيهم أهم السلوكيات وتكوين شخصياتهم في حسن التخطيط والاستعداد للمستقبل، وكذلك استشرافه والتعامل معه.
كما نتمنى من الوزارة التعامل بايجابية مع الملاحظات والارتباكات التي ظهرت مع نظام ومراكز امتحانات «امسات»، والتي أرهقت الأبناء والآباء لتفادي تكرارها، وكل عام والتوفيق حليف الوزارة والطلاب.