تستعد دولة الإمارات لتسجيل إنجاز تاريخي لملحمة المجد والبناء والتميز والابتكار والقمر الصناعي الإماراتي «عين الصقر» الذي سينطلق إلى مداره في الفضاء الخارجي ليرسخ مكانة الإمارات في قطاع الفضاء والأقمار الصناعية، وهي تحقق إنجازاً نوعياً جديداً.
استغرق تصنيع «عين الصقر» أربع سنوات قبل أن تضع العقول والسواعد الإماراتية اللمسات الأخيرة قبل انطلاقه في هذا اليوم التاريخي من محطة الإطلاق في غويانا الفرنسية على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية. وهو الرابع للإمارات ليرفع رصيدها إلى عشرة أقمار متنوعة الأغراض والأهداف والمهام، والذي سيرتفع العام المقبل 2020 إلى اثني عشر قمراً، مؤكداً الصدارة الإماراتية منذ إطلاق «الياه سات».
القمر الصناعي الجديد «عين الصقر» يتميز بقدرات هائلة لتوفير تغطية عالمية لعشر سنوات قادمة في مجال الاستخدامات العسكرية والمدنية، وإتاحة صور عالية الوضوح والدقة من القمر في مداره المنخفض على ارتفاع 611 كلم والتي سيرسلها مباشرة للمحطة الأرضية التابعة لمركز الاستطلاع الفضائي.
«عين الصقر» الذي يتميز بإجرائه دورة حول الأرض كل 90 دقيقة، يمتلك «محطة متنقلة قادرة على إرسال واستقبال الصور من أي منطقة في العالم، لاستخدامها في المسح الخرائطي والرصد الزراعي والتخطيط المدني والتنظيم الحضري والعمراني والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، وهذا الجانب في غاية الأهمية، إذ يصب في ذات الاستعدادات المبكرة للإمارات للتعامل مع التغير المناخي، ناهيك عن أهمية الصور المرسلة من «عين الصقر» في مراقبة الحدود والسواحل. كما يخدم القوات المسلحة في توفير صور وخرائط عالية الدقة تساعدها في تحقيق مهامها بكل كفاءة واحترافية».
وغني عن القول إن نجاح الإمارات في مجال الأقمار الصناعية يعزز من تنافسيتها، نظراً لأن امتلاك برامج الفضاء والقدرة على دخول قطاع مجال تصنيع الأقمار الصناعية أصبح من أهم مؤشرات قياس قوة الدول وتطورها المعرفي والتقني في الألفية الجديدة.
كما أصبح قطاع الفضاء وصناعاته جزءاً ومكوناً أساسياً من مكونات الاقتصاد والأمن الوطني لدولة الإمارات، كونه شديد الارتباط بما حققته الدولة من تقدم في العديد من المجالات الأخرى، المدنية والعسكرية.
نهنئ قيادتنا الرشيدة بالمنجز، ونحيي العقول والسواعد الإماراتية التي عملت على تحقيق الإنجاز، وهي ثمرة الرؤية الثاقبة للقيادة وحسن استثمارها في الإنسان. و«رجال والله رجال».