الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"الهوية" في السينما العربية.. إلى أين؟

"الهوية" في السينما العربية.. إلى أين؟
4 يوليو 2019 00:27

سعيد ياسين (القاهرة)

لا تزال قضية «الهوية» في السينما العربية تمثل مطلباً وهدفاً لغالبية السينمائيين العرب، حيث يطالب الجميع بضرورة إظهار الهوية العربية داخل جميع الأفلام العربية التي يتم إنتاجها من المحيط إلى الخليج، وبرغم الندوات والمطالبات الكثيرة من سينمائيين عرب سواء بشكل فردي، أو من خلال الورش والندوات التي تقيمها مهرجانات السينما، حول الهوية في السينما العربية وقضايا الإنتاج المشترك، إلا أن اللافت أن هوية السينما العربية ارتبطت في الماضي والحاضر ارتباطاً وثيقاً بالسينما المصرية، التي كانت وما زالت عبارة عن توثيق فاعل لأهم القضايا العربية والمصرية، خصوصاً أنها قدمت العديد من النجوم العرب داخل إبداعها السينمائي والذين أصبحوا نجوماً معروفين لاحقاً.
قال المؤلف والناقد الدكتور وليد سيف: «إن السينما المصرية استقطبت فنانين عرب من مختلف الهويات والأجناس، في ألوان فنية شتى من مسرح وموسيقى وسينما وغيرها، وهو ما ساهم بشكل كبير في طرح ومناقشة الهوية في مصر، من خلال كل تلك الأشكال الإبداعية، ومنها السينما»،.
وأشار إلى أن السينما المغربية تتأرجح بين التجربة المصرية والأوروبية، وكذلك في اللغة السينمائية، وخلال السنوات الأخيرة شهدت السينما المغربية نوعاً من هضم الرؤية السينمائية الأوروبية، وأن اللهجة المغربية لا تزال تشكل عائقاً أمام الجمهور المصري، وتوقف عند مشاركته مؤخراً في مهرجان (مكناس) للفيلم العربي». وقال: «إن المهرجان خرج بتوصيات عملية ومهمة، منها المخاطبة المباشرة للمستثمرين ورجال الأعمال والمؤسسات الثقافية لإقامة صندوق لدعم مشروعات الأفلام التي تكرس للهوية العربية ولتمويل أفلام مشتركة، وأيضاً بإقامة ورش لصناعة الأفلام لشباب السينمائيين العرب والهواة لتكون الفعاليات أقرب لمعسكر عمل دائم وتفاعل مستمر بين أجيال السينما الجديدة في الوطن العربي، لتنمية روح التعاون بينهم، ولتنصهر مشروعاتهم جماعياً لإنشاء قاعدة جديدة من أجيال صناعة الفيلم في مختلف التخصصات، يدركون قيمة العمل العربي المشترك في مجال الفيلم، ويسعون نحو تحقيق أفلامهم بالتعاون معاً»، وتمنى أن تدشن مصر مهرجاناً للفيلم العربي لينضم إلى مهرجاني «وهران» و«مكناس»، ليشارك ثلاثتهم بالفعل في التوجيه والدفع والتمويل لسينما تحمل الهوية العربية، ولتعيد الأمل في تقديم إنتاج عربي مشترك، في ظل آلية مستمرة ومستفيدة من الطاقات الفنية السينمائية في الوطن العربي. وتساءل الكاتب والناقد السينمائي المغربي نور الدين الصايل: لماذا ما زلنا نطرح موضوع الهوية لأكثر من أربعين سنة من دون أن نخرج بنتيجة؟، وأوضح أن العرب تخصصوا أكثر من غيرهم في طرح سؤال الهوية في السينما أكثر حتى من الأفارقة، وتحضر عندهم هذه الإشكالية بحدة، وأكد أن التعامل مع إشكالية الهوية في السينما العربية كان دائماً ساذجاً، واستنبط من خلال سبع تجارب سينمائية مغربية ومصرية ودولية، عنصر الهوية في السينما، ومدى اهتمام المخرجين بهذا الطرح بنوع من الحس الأيديولوجي واللغة السينمائية الممتعة والراقية، ومنها أفلام «باب الحديد» ليوسف شاهين، و«وشمة» لحميد بناني من المغرب، و«غزل البنات» من مصر، وأوضح أنه من أجل إعلاء الهوية في السينما العربية لابد من الاهتمام بالبعد اللغوي في السينما، والتجسيد، والرواية المحكية، والخصوصيات السينمائية، والتكامل بين الهوية والبعد الأيديولوجي، والتقاء الهوية بالأيدولوجيا والتعبير السينمائي في الفيلم العربي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©