ومن غير «أم الدنيا» يقبل التحدي، وينظم أحدث نسخة لبطولة أمم أفريقيا قبل موعدها بخمسة شهور فقط، وهو ما عجزت عنه الكاميرون خلال عامين كاملين.
ومن غير «أم الدنيا» يستطيع أن يبهر العالم بافتتاح رائع هو الأجمل والأروع في تاريخ البطولة التي انطلقت قبل 62 عاماً ؟
ومن غير «أم الدنيا» يستطيع أن يقدم هذا التنظيم المبهر بمشاركة 24 منتخباً لأول مرة في تاريخ البطولة؟
ومن غير «أم الدنيا» قادر على تجميل صورة الاتحاد الإفريقي بقيادة رئيسه أحمد أحمد بعد فترة من التخبط والارتباك لم يسبق لها مثيل في تاريخ الاتحاد المسؤول عن إدارة اللعبة في القارة السمراء حتى أنه لا يجد ملعباً للمباراة المعادة في نهائي دوري الأبطال الإفريقي حتى الآن؟
ومن غير «أم الدنيا» يستطيع أن يتجاوز مشاكله الكروية المحلية ليقدم لكل القارة بطولة من الصعب أن تسقط من الذاكرة، بعد أن تحول المنظمون، بين يوم وليلة، من الهواية إلى قمة الاحتراف، بعد أن أدركوا أن «السيستم» وحده قادر على تخليص الملاعب المصرية من كل الشوائب.
وعندما اقتنعت الجماهير بصدق التوجه، انخرطت في منظومة رائعة، حولتها من جماهير مشاغبة تهوى الفوضى، إلى جماهير منضبطة تنظف المدرجات فور انتهاء المباريات.
ومن غير «أم الدنيا» يملك كل ذلك الحضن الدافئ لكل أبناء قارته، حيث الحفاوة والترحيب، والأهم من كل ذلك حالة الأمن والأمان التي ينعم بها 552 لاعباً يخوضون غمار «المونديال الإفريقي» على أرض «قاهرة المعز» وضواحيها.
ومن غير «أم الدنيا» لديه الحق في أن يحلم بالجمع بين الحسنيين، «روعة التنظيم ولقب البطولة»، ألم يسبق لأم الدنيا أن نالت الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة والرقم القياسي في عدد مرات الفوز، والرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة، وفوق ذلك وجود «الملك» محمد صلاح أول لاعب عربي يتأهل لنهائي دوري الأبطال الأوروبي مرتين متتاليتين، وثاني لاعب عربي يتوج باللقب الأوروبي، ناهيك عن فوزه بلقب نجم نجوم القارة في آخر موسمين، كما أنه أول لاعب عربي يكسب لقب كبير هدّافي الدوري الإنجليزي لموسمين متتاليين.
ودائماً وأبداً عظيمة يا مصر.