الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"فورين بوليسي": فرصة إمام أوغلو في الانتخابات قوية لإنهاء استبداد "العدالة والتنمية"

"فورين بوليسي": فرصة إمام أوغلو في الانتخابات قوية لإنهاء استبداد "العدالة والتنمية"
22 يونيو 2019 00:19

شادي صلاح الدين (لندن)

قبل ساعات من توجه الناخبين لإعادة التصويت في الانتخابات البلدية في إسطنبول، يثار تساؤلات من جانب العديد من المحللين والخبراء في الشأن التركي حول جدوى الذهاب إلى مراكز الاقتراع في المدينة الأهم والأكبر في البلاد، خاصة مع التلميحات بأن الرئيس رجب طيب أردوغان لن يعيد التصويت ليخسره مرة أخرى وأنه سيفوز به بطريقة شرعية أو غير ذلك.
وذكرت «مجلة فورين بوليسي» الأميركية في تحليل مطول لها أن تصويت يوم غد الأحد مهم جدا وهناك فرصة كبيرة لمرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، مشددا على أن مرشح حزب الشعب الجمهوري في موقع أقوى من مرشح حزب العدالة والتنمية، وخاصة مع توقع توجه ما بين ثمانية إلى تسعة ملايين ناخب إلى صناديق الاقتراع، أغلبهم يسيطر عليهم حالة من الغضب الشديد من سياسات الرئيس القمعي أردوغان.
وأوضح الكاتب مراد سومير في مقاله في المجلة أن إمام أوغلو فاز بالفعل بهذا التصويت مرة واحدة، في 31 مارس الماضي. وأنهت النتيجة 25 عاما من حكم حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، وشغل إمام أوغلو منصب رئيس بلدية إسطنبول لمدة 18 يوما، ولكن في أعقاب سلسلة من عمليات إعادة فرز الأصوات والشكاوى المشكوك فيها التي قدمها حزب العدالة والتنمية، ألغى المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا بضغط من أردوغان نتائج الانتخابات وقرر إجراؤها مرة أخرى عسى أن يستعيد المدينة الأهم في البلاد.
وقال الكاتب: هناك طريقتان لتفسير إلغاء النتيجة السابقة وإعادة التصويت يوم الأحد، وفقا لرواية واحدة - شائعة بين المراقبين والمحللين في تركيا - تمثل سلسلة الأحداث هذه منعطفا آخر في دوامة الديمقراطية التركية الهابطة، وسواء بطريق شرعي أو بغير ذلك، سيفوز يلدريم (والرئيس رجب طيب أردوغان)، مما سيجعل البلاد أقرب إلى حكم استبدادي كامل تحت حكم أردوغان.
وأشار الكاتب إلى أنه من الشائع أن تشجب وسائل الإعلام الدولية استبداد أردوغان وتأسف لنهاية الديمقراطية التركية، لكن في هذه المرة، ربما كان المراقبون يستخفون بمقاومة تركيا الديمقراطية بينما يبالغون في تقدير قوة حزب العدالة والتنمية واستبداد رئيسه.
وقال إنه من المؤكد أن الاستبداد وتجاهل حكم القانون أصبحا أسوأ اليوم في تركيا عما كان عليه الحال من قبل، ولكن هناك الآن أسبابا أكثر للتفاؤل، حيث لم يتخل المجتمع التركي عن المقاومة النشطة والسلبية، ورفض حتى الآن قبول الاستبداد كالمعتاد. وفي الوقت نفسه، فإن حزب العدالة والتنمية وأردوغان قد ضعفا بسبب تراجع شعبيتهما وتزايد الانقسامات الداخلية.
وشدد على أن مشاكل حزب العدالة والتنمية والغضب الشعبي لن تكون كافية لاستعادة الديمقراطية، بل قد تعمق الاستبداد، ولكن إلى جانب هذه الحقيقة هناك أمر مهم حيث إن المعارضة بدأت في إنتاج أنواع جديدة من القادة والشخصيات القادرة على الإدلاء بخطابات قوية جاذبة للجماهير، وطورت ممارسات جديدة، وهو ما ينبئ بأن التغيير قد يحدث.
وأشار الكاتب إلى أنه من المؤكد أن الإمكانات الاستبدادية للحزب كانت موجودة على الدوام، كما أن تشويهه لمؤسسات الدولة، والمساومات مع مختلف الحركات والانتهازيين الذين خدموا تدريجيا مؤسسات الدولة واستولت على وسائل الإعلام، والخطاب الاستقطابي المفتوح الذي أدى إلى انقسام المجتمع أدى إلى تحوله، ومع ذلك، فإن الدور الاستبدادي الحاسم للحزب لم يكن محدداً بالكامل ولا ضروريا بالضرورة. وفي الوقت نفسه، شهدت معارضة تركيا المجزأة، والتي شملت في البداية نخبة من الجيش والقضاء، علامات التحذير وردّت بقوة - لكن بطرق لم تؤد إلا إلى تعزيز الاستقطاب الاجتماعي والسياسي.
وأشار إلى أن العديد من الحملات الانتخابية استهدفت في الغالب الطابع المتطرف للحكومة أو الفساد أو مخالفات أردوغان الشخصية أو كل ما سبق، وهو ما أثار غضب ناخبي حزب العدالة والتنمية في حين جعل المعارضة تبدو قوية في بعض الأحيان، مؤكداً أن انتخابات 31 مارس كانت مختلفة، حيث شكل حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، وحزب الخير الذي أسس حديثا تحالفا انتخابيا، أطلق عليه اسم تحالف الأمة. وقد حاز التجمع أيضا على دعم خارجي ودعم الحزب الرئيسي الموالي للأكراد، حزب الشعب الديمقراطي. وحدد تحالف الأمة بشكل أساسي المرشحين الوسطيين الذين يتحدثون عن حلولهم الخاصة للمشاكل الاقتصادية في تركيا بدلا من حزب العدالة والتنمية أو أردوغان. وبدلا من الذهاب إلى المحاكم أو تنظيم احتجاجات جماعية، ركزوا على التعبئة الانتخابية والاتصال المباشر بالناخبين، وركز إمام أوغلو على سبيل المثال، بإدارة حملة تستهدف عواطف الناخبين والثقة الشخصية. لقد ركز على شرح ما يريد فعله بدلا من انتقاد ما يفعله حزب العدالة والتنمية. وأدت هذه التصريحات إلى نزع سلاح حزب العدالة والتنمية. وتجنبا للهجمات الشخصية، بدأ إمام أوغلو حملته من خلال زيارة أردوغان.
وقال فإنه إذا فاز إمام أوغلو، فلن يجعل تركيا ديمقراطية بين عشية وضحاها - هناك العديد من التحديات التي تنتظرها تركيا. ومع ذلك، خلال عطلة نهاية الأسبوع، سيكون باستطاعة سكان إسطنبول بدء عملية قد تؤدي في النهاية إلى ديمقراطية أقوى وأكثر شمولية من تلك التي جرفها حزب العدالة والتنمية وأردوغان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©