السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إنجلترا سيدة أوروبا

إنجلترا سيدة أوروبا
6 يونيو 2019 00:01

لن نختلف على أن الدوري الإنجليزي بهيتشكوكيته واحتفاليته، هو الأمتع والأجمل بين كل الدوريات العالمية، فمستويات الجاذبية والطفرات القياسية التي تسجلها أرقام العائدات المالية من تفويت حقوق البث التلفزي، وما إلى ذلك من الإحصائيات التي تلاحقنا باستمرار، يقول إن الدوري الإنجليزي يبتعد بمسافات مقدرة عن الدوريات الأربعة الكبرى في «القارة العجوز»، برغم ما سجلته «الليجا» في العقد الأخير من وثبة تاريخية قلصت بها الفارق عن «البريميرليج».
ومع هذا التميز الذي يصاحب الدوري الإنجليزي، كان يحضر سؤال المرارة والحيرة، لماذا تصاب الأندية الإنجليزية بحالة من الاحتباس، كلما تعلق الأمر بالسفر الأوروبي، برغم ما تبديه من قدرة على محاكاة كرة القدم العصرية بكل توابلها التكتيكية، فآخر تتويج أوروبي للكرة الإنجليزية يعود لسنة 2012، وكان من حققه هو تشيلسي بمعية من يلقب بـ«السبيشل وان» البرتغالي مورينيو!
كان الجواب عن هذا السؤال سريعاً وبسيطاً، ووفاء الكرة الإنجليزية لثوابتها وعوائدها التكتيكية، والذي لا يبقى هامشاً للانفتاح على الأنماط السائدة في الكرة العالمية، هو سبب هذا البلاء الذي يورث الشقاء، لذا كان أحد الحلول السحرية، بعد الشروع في تفويت الأندية الإنجليزية لمستثمرين بعقليات مختلفة وبمنظور رياضي جد متطور، هو الانفتاح على مدارس فنية تجلب للكرة الإنجليزية فلسفة لعب، تستطيع محاكاة الكرة العالمية بمتغيراتها وقوالبها وأنماطها المستحدثة، ولكن من دون التفريط في الهوية.
وتوقعت قبل نحو أربع سنوات مع وصول فيلق من المدربين الحاصلين على شهادة التميز والمالكين للقدرة على الابتكار، أن تتغير منظومات اللعب وتتبدل المقاربات وتلقح الكرة الإنجليزية بالبذرات التكتيكية التي تجعلها قادرة على إنجاح سفرها الأوروبي.
حضر الفيلسوف جوارديولا إلى المان سيتي، وفي حقيبته جينات الكرة الشاملة، وحط الألماني كلوب الرحال في ليفربول وفي عباءته محاليل تكتيكية جديدة، ووصل الأرجنتيني بوشيتينو إلى توتنهام وبيده تركيبة تكتيكية، هي من أصل المنظومات الحديثة، وعرج مورينيو بوصفاته العجيبة على المان يونايتد. وسريعاً تشكل الفسيفساء الجديد، وبدت الأندية الإنجليزية ذات التقاليد الأوروبية، أكثر تجاوباً مع مستلزمات الكرة الحديثة، هبت الرياح الأولى للإنجليز، والمان يونايتد يتوج بكأس «اليوروبا ليج» مع «مورينيو» عام 2017، بينما أخفق «الريدز» السنة الماضية، في القبض على الكأس ذي الأذنين الطويلتين، وقد صادف في النهائي الريال الملكي.
رياح أعقبها إعصار، والأندية الإنجليزية تحقق ما عجزت عنه طوال تاريخها التليد، الوصول إلى النهائيين الأوروبيين، واحتكار لقبيهما معاً، لتكتمل الصورة وتحطم الأندية الإنجليزية حائط الحسرة الأول، في انتظار أن تنجح في إسقاط الجدار المانع الثاني بعد ثلاث سنوات، بالفوز بكأس العالم بعد انتظار دام 56 عاماً كاملة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©