الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"الكعك والفسيخ والسماقية".. على مائدة العيد في غزة

"الكعك والفسيخ والسماقية".. على مائدة العيد في غزة
6 يونيو 2019 00:58

علاء المشهراوي (غزة)

تتميز مظاهر عيد الفطر السعيد، في قطاع غزة، بأجواء وطقوس مميزة، يحتفل بها الفلسطينيون على طريقتهم الخاصة، تتخلله عادات وتقاليد الفلكلور والتراث الشعبي الفلسطيني، حيث يحيون العيد على أصوله كما فعل أجدادهم. ويستقبل أهالي قطاع غزة أيام عيد الفطر السعيد بأجواء تملؤها البهجة، والتي تتميز بطابع خاص لا سيما بين الأطفال، فالعيد له عاداته وأجواؤه الخاصة التي تميزه في كل بيت.

قبل العيد
وتشتمل هذه المظاهر على عادات وتقاليد قبيل عيد الفطر، مثل شراء الملابس الجديدة وإعداد الحلويات، حيث تبدأ العائلات بالتزيين والتجهيز لاستقبال العيد بالبهجة، خاصة للأبناء والنساء، فتزدحم الأسواق بالمتسوقين لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأطعمة وفواكه وحلويات. وتجتمع النساء في اليوم الأخير من رمضان الذي يطلق عليه «يوم الوقفة» لصناعة كعك العيد وتبادل الأحاديث، ويظهرن براعتهن في ابتكار طرق جديدة لصناعة أصناف الحلويات، ويقمن بدعوة أرحامهن وأطفالهن للاجتماع على مائدة واحدة. كما تقام السهرات الليلية والحفلات العائلية، ويستمع المدعوون إلى الطرائف والنوادر من بعضهم بعضاً، ويستمتعون بالعزف على العود والطبل، بمصاحبة الأناشيد والأهازيج الشعبية التي تمتد من المساء إلى الفجر.

عادات وتقاليد
يقول المؤرخ سليم المبيض: «في الصباح الباكر من يوم عيد الفطر، يسارع الناس لارتداء أفضل ملابسهم فرحين بطاعتهم التي أدوها في رمضان، ويخرجون للصلاة في المساجد أو في الساحات العامة، ويستمعون إلى خطبة العيد، ثم يقبل الجميع على بعضهم مهنئين، وتكون تهنئتهم: «تقبل الله طاعتكم» و«كل عام وأنتم بخير». وبعد خروجهم من المساجد، يذهب العديد منهم إلى المقابر، فيقرأون القرآن لإيصال ثوابه إلى موتى المسلمين وشهدائهم، ويترحمون عليهم، ويوزعون المال والحلوى، مثل الغريبة والكعك، على أرواحهم. ويضيف المبيض: «في طريق عودتهم إلى بيوتهم يسلمون على كل من يمر بهم، وبعد العودة إلى البيت يجتمع أبناء الحمولة معاً ويزورون بناتهم خاصة إذا كن متزوجات من عائلات أخرى، ويحمل الزائرون الهدايا والحلويات لأرحامهم.

أجواء عائلية
وقد جرت العادة زيارة بيت من فقد ابنه أو زوجته أو ابنته أو أي قريب من الدرجة الأولى، تعبيراً عن الشعور بهم، وبعد الانتهاء من زيارة الأرحام يتوجه الناس إلى تهنئة جيرانهم وأصدقائهم. وفي قطاع غزة، تجتمع العائلة صباح عيد الفطر، حيث يحرص الفلسطينيون من الأبناء والأحفاد على إحياء عادات وتقاليد وطقوس توارثوها منذ القدم، حيث يجتمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة لصناعة الكعك وشراء الحلوى والمكسرات وبعض الفواكه، لتقديمها لضيوفهم، وأيضاً شراء الأسماك المملحة بأنواعها، وفقاً لأذواقهم «الفسيخ من البوري المجفف»، أو الرنجة المدخنة أو السردين المملح، وإعداد طبق السماقية.

الأسواق تتزين
وتتزين الأسواق في غزة بالحلويات والسكاكر والأضواء، ويبدأ المواطنون بالتوافد لشراء ما يحتاجونه للعيد وهم في حالة فرح كبير.
ويشاهد المتجول في الأسواق حرص أهل غزة على شراء ملابس العيد الجديدة لفلذات أكبادهم، وكذلك الحلوى والألعاب التي تسعدهم في جو من الألفة والمودة والرحمة. ويجتهد الأطفال في ترتيب أوقاتهم بين اللعب والخروج إلى المتنزهات لقضاء أوقات ممتعة وسط مشاعر الفرحة.
والمتجول بشوارع قطاع غزة وأزقة أحيائها وخيماتها، يشتم رائحة شهية تنبعث من البيوت ابتهاجاً بالعيد، وتحتوي الموائد داخلها أصنافاً متعددة من الأطعمة والنكهات من الكعك، والأقراص المحشوة بالمكسرات والتمر، كما تتضمن أصنافاً أخرى تزين صالوناتها بأشكال الورود والفراشات.

الفسيخ والسماقية
تقول «أم أحمد» (44 عاماً): «العيد من دون فسيخ أو سماقية لا يكون عيداً، فبعد صيام شهر رمضان لا بد وأن تتزين مائدة الإفطار في أول أيام عيد الفطر السعيد بطبق كبير من الفسيخ المقلي المزين بالدَقّة الحارة من الفلفل والليمون».
وتوضح أنها تشتري الفسيخ في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لتجهزه وتعده ليوم العيد، وتجتمع على تناوله مع زوجها وأبنائها بعد أدائهم صلاة العيد، لتسود أجواء مغمورة بالسعادة.
وتتابع: «طبق السماقية الشهية، أكلة مشهورة بفلسطين تطبخ بالسلق أو السبانخ واللحم، والحمص والطحينة والبصل)، ويتميز بها الغزيون عن غيرهم من أهالي فلسطين».

كعك ومعمول
تقول «أم عبد الله» (57 عاماً): «اعتدنا في عيد الفطر تجهيز أطباق الكعك والمعمول، وغيرها من أصناف الحلوى، كالحلقوم باللوز والشوكولاتة المختلفة بألوانها وأشكالها، مع أنواع المكسرات، مثل بذور البطيخ والفستق السوداني والذرة، ليسعد بتناولها أبناؤها وأحفادها».
ويعد الكعك والمعمول من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، لأن صناعته داخل البيوت تبقى ذات نكهة وبهجة مختلفة، ولا سيما وأنه يعتبر من أجمل وأهم الطقوس المميزة لاستقبال عيد الفطر المبارك لدى الصغار والكبار. وتتابع «أم عبد الله»: «أقوم بشراء الأغراض اللازمة لصناعة الكعك وخلطها قبل يوم من تجهيز الكعك، حتى تتداخل وتكون عجينة متماسكة سهلة في الاستخدام والتدوير، ويتم حشو العجينة بالتمور والمكسرات، وهناك بعض العائلات تقوم بشراء الكعك الجاهز من محل الحلويات، لأن الظروف تمنعها من إعداد الكعك، لأنه يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين».

مرح الصغار
وتمثل عطلة العيد فرصة ليمارس الأطفال هواياتهم، ويلعبون ويمرحون وهم يرتدون الملابس الجديدة بين الأراجيح والألعاب الأخرى والقيام بالنزهة، حيث يحرص الآباء على إدخال البهجة إلى قلوبهم، بشراء الألعاب والذهاب بهم لدى أصدقائهم، ودمجهم مع أقاربهم، ممن هم في مثل سنهم، ليسعدوا بأيام العيد، ويقدمون لهم «العيديات» من النقود التي تفرح قلوبهم. كما يذهب الأطفال في العيد إلى المتنزهات، حيث يشترون ما لذ وطاب من المأكولات، كالذرة المسلوقة والمشوية، والمشروبات كالخروب والكركديه، ويلهون بالمفرقعات والأطباق الطائرة، في جو يسوده الابتهاج والسرور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©