الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محال الخياطة النسائية.. هنا تبدأ فرحة العيد

محال الخياطة النسائية.. هنا تبدأ فرحة العيد
28 مايو 2019 00:08

هناء الحمادي (أبوظبي)

الآن تبدو محال الخياطة النسائية أشبه بباقات الزهور، فهي تجمع بين الأقمشة الثمينة والتصاميم المبتكرة، والتنفيذ الدقيق مع الاهتمام بكل التفاصيل، لتعبر عن مفهوم خاص بالجمال الخارج عن المألوف، والألوان تراوحت بين الفواتح الناعمة، كألوان قوس قزح من أزرق سماوي وزهري إلى ألوان المرجان والعقيق، وصولاً إلى الرمادي البّراق، أما الأنسجة فجاءت رقيقة وخفيفة ومتطايرة، وكلها مشكوكة ومرصعة بالخيوط الذهبية والخرز، يدخل التطريز فيها لإضفاء أناقة فائقة وحركة متألقة على هذه الأزياء.
إنه العيد، ولا صوت يعلو الآن فوق صوت ماكينات الخياطة من أجل تجهيز أحلى الثياب وأكثرها أناقة استعدادا للاحتفال بفرحة العيد وبهجته. فمع اقتراب نهاية الشهر الفضيل، أخذت الأسر تسابق الوقت من أجل تجهيز كل لوازم العيد بالبحث عن الجديد والجميل في ارتداء الجلابيات خاصة التي تتسم بالنقوش الجميلة وبعض خيوط الزري والفصوص اللامعة «الرينبو»، وتتسابق العديد من الشرائح العمرية لشراء وتفصيل الجلابيات رغم ارتفاع أسعارها كثيرا.
وبالتجول في محال الخياطة النسائية في أبوظبي، تزدان الكثير من محال الخياطة النسائية بمختلف التصاميم المنوعة التي لا تكاد ترى الجدران من فرط تزاحم الموديلات المعروضة، وتجمع تلك المحال بين التصاميم القديمة تلبية لرغبات وحاجات السيدات المسنات اللاتي مازلن متمسكات بالنقوش والتطريز القديم، إلى التصاميم الحديثة للفتيات وصغيرات السن.

حالة استنفار
مشهد يتكرر أمام محال الخياطة النسائية، الجميع يتسابق للتأكد من أن ثيابه ستنجز بأفضل شكل، وأنها على مقاسه تماما، ليرتديها في زيارات رمضان والعيد.
تقول سارة البلوشي (ربة منزل) ارتداء الجلابيات المخورة ذات التطريز الجميل هو غاية كل النساء فهن يسعين للبحث عن المخاوير التي تحمل نقوشا جميلة، ولكن مع اقتراب العيد تستعد البلوشي لذلك قبله بفترة لعلمها بعدم استقبال محال الخياطة لطلباتها. تقول: الخياطون في هذه الفترة يكونون في حالة استنفار من خلال إنجاز جميع طلبيات النساء من الجلابيات المخورة والتي تكون بأعداد كثيرة خاصة مثل حالتي فلدي 4 بنات ويحتجن إلى أكثر من جلابية مخورة، لذلك تحاشيا للزحمة أحاول أن اقتنص الفرصة وأفصل قبل مناسبة العيد بعدة أسابيع. وتضيف: طبعا التطريز اختياري المفضل للجلابيات والذي يملأ واجهات الكثير من المحال أو يكون داخله وقد رتب بطريقة جميلة وما على الزبونة إلا اختيار التطريز الذي يناسبها وإعطاء الخياط الأقمشة التي اشترتها للتفصيل.
وتسعى بدرية حسن الجابري (موظفة حكومية) إلى الإسراع في خياطة الجلابيات المطرزة بحبات الرينبو واختيار التطريز الجديد لموسم العيد، تقول: أنا من محبي ارتداء المخاوير خاصة ذات النقوش الجميلة لكن أجد نفسي في حيرة كبيرة من أمري حين تلفت انتباهي التصاميم الملفتة للنظر ذات النقوش المطرزة بالتلي أو الزري والجلابيات المطرزة بالستايل المغربي والتي تعطي أناقة وفخامة، وغالبا ما تكون من نصيب بناتي، بينما أنا أبحث عن النقوش الحديثة التي تطرز بتصاميم تراثية باستخدام خيوط التلي والبريسم، حيث تلك التصاميم المميزة تدمج بين القديم والحديث، وطبعا قبل دخول يوم العيد تكون معظم الملابس قد تم تجهيزها وغسلها وتدخينها بالبخور والعود احتفالا واستقبالا لعيد الفطر المبارك الذي لا يحلو إلا مع اكتمال أناقتنا بارتداء تلك الملابس المخورة ذات التصميم الراقي والألوان الزاهية.

ألوان زاهية
لكن منى السويدي (موظفة)، وخوفا من ضياع ملابسها المخورة وتجنبا للازدحام، قامت بتجهيز ملابس العيد بفترة كافية من الوقت، وتفادياً للازدحام والإقبال الشديد على محال الخياطة النسائية، وتحاشياً لارتفاع الأسعار الذي تقوم به الكثير من المحال باستغلال مناسبة شهر رمضان والعيد من ارتفاع أسعار القماش والجلابيات المخورة، فإن السويدي أنهت تحضيراتها من مستلزمات العيد باكرا حتى لاتقع «فريسة الازدحام» عند الخياطين في موسم العيد وارتفاع الأسعار.
وتقول: مع تنوع التصاميم وجدت النقوش البسيطة ذات الألوان الزاهية وحبات الخرز التي تزين الأكمام مطلبي في تصميم الجلابيات ذات الأقمشة القطنية.

محال الخياطة
بين الانشغال بتسليم طلبيات الزبائن ووضع اللمسات الأخيرة من حبات الكريستال على الجلابية يقول سلمان اختر، صاحب محل منيف للخياطة النسائية: يزداد الإقبال على محال الخياطة النسائية في العادة قبل رمضان، لكن مع بداية الأسبوع الأول منه تتهافت الكثير من النساء على محال الخياطة النسائية ومع تنوع الموديلات والتصاميم تقبل الكثيرات على تفصيل أكثر من قطعة.
يتابع سلمان: إن المنافسة بين محال الخياطة في تقديم الجميل من الجلابيات المخورة ذات النقوش المزركشة والتي تتفاوت بين التراثي والقديم والحديث، تدفع الكثير من السيدات كي يقبلن على التفصيل، حيث الغالبية العظمى من الفتيات يبحثن عن الجميل والمتجدد في التصاميم التي تناسب أعمارهن من الأقمشة المشجرة أو السادة وكل نوعية قماش لها شريحة معينة، بينما كبيرات السن يفضلن النقوش التراثية القديمة الممزوجة بالزري وخيوط بريسم، مبيناً أن الأسعار تتفاوت حسب التصميم ونوع القماش المطلوب.
وأوضح إقبال محمد، خياط في محل الراقية في أبوظبي، أن تصاميم الجلابيات المخورة تملأ جدران المحل، والزبونة لها حرية الاختيار للتصاميم والتي تتنوع بأشكال منوعة، مبيناً أنه يتم اختيار لون التطريز، بما يتناسب وقطعة القماش التي تأتي بها الزبونة، لكن تظل السيدات كبيرات السن يركزن على الخيوط الذهبية والفضية في تصميم الجلابيات ذات الأقمشة القطنية الفضفاضة.

تقول فاطمة راشد (ربة منزل) إن الازدحام يبلغ ذروته مع الأيام الأخيرة للشهر الكريم، مما يدفع أصحاب المحال لعدم تلقي طلبات التفصيل الجديدة قبل عشرة أيام من حلول عيد الفطر رافعين شعار «نأسف لعدم تلقي طلباتكم» نتيجة لضيق الوقت والتركيز على إنجاز طلبات الزبائن، مشيرة إلى أن حضور الزبائن في هذه الفترة الضيقة يضع في موقف حرج أصحاب محال الخياطة النسائية خاصة أن بعضهم من الزبائن الدائمين للمحل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©