الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: الحرب التجارية ترسم مسار الأسواق العالمية

محللون: الحرب التجارية ترسم مسار الأسواق العالمية
26 مايو 2019 04:01

حسام عبدالنبي (دبي)

تحدد التطورات الجارية في ملف الحرب التجارية الباردة بين الصين وأميركا، مسار أسواق الأسهم محلياً وعالمياً في ظل صعوبة التنبؤ وترقب المحللين للإجراءات الانتقامية التي قد تتخذها الصين رداً على التصعيد المستمر من قبل الرئيس الأميركي ضد الشركات الصينية العملاقة وخاصة «هواوي». وفي الوقت الذي يرى فيه محللون أن التطورات الجارية قد تشكل فرصة لاستفادة اقتصاديات دول منطقة الشرق الأوسط من التدفقات الاستثمارية الصينية، فإن فريقاً آخر أعرب عن مخاوفه من تراجع نمو الاقتصاد الصيني في حال اتخاذ «واشنطن» مزيداً من الإجراءات العقابية ضد شركات صينية جديدة، أو فرض المزيد من الرسوم على الواردات الصينية، ما قد يؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي.
وأكد وليد الخطيب، المدير الشريك في شركة جلوبال لتداول الأسهم والسندات، أن الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، والقرارات التي تم اتخاذها بشأن شركة «هواوي»، تمثل فرصة للاقتصاد الإماراتي بشكل عام ومن ثم لأسواق الأسهم الإماراتية، مرجعاً ذلك إلى أن الصين قد تتوجه باستثماراتها إلى أسواق الشرق الأوسط بشكل عام وخاصة الإمارات، حيث اتضح ذلك بقوة خلال العام الماضي والحالي.
وأوضح الخطيب، أن تصاعد التوترات بين الصين وأميركا لا يعد المؤثر الأول على أداء أسواق الأسهم المحلية بقدر التطورات الجيوسياسية بين أميركا وإيران، حيث إن ذلك التأثير سيظل مستمراً طالما لم يتم التوصل إلى حل لهذه المسألة بعيداً عن التصعيد.
وأضاف أن من العوامل المهمة المؤثرة أيضاً على أداء أسواق الأسهم المحلية، هو أداء الشركات المحلية ونتائج أعمالها.
وأشار الخطيب، إلى أنه فيما يخص المخاوف من تأثر أداء البورصات العالمية في حال تصاعد التوترات التجارية بين الصين وأميركا، ومن ثم تأثر أسواق الأسهم المحلية بالتبعية، فإنه يمكن القول إن الحرب التجارية بين الصين وأميركا لن تؤثر على أداء البورصات العالمية بشكل عام؛ إذ إنها قد تؤثر على العلاقات التجارية بين البلدين وعلى بعض القطاعات في البورصات العالمية، خاصة قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، ناصحاً المستثمرين الحاليين في أسواق الأسهم المحلية بعدم الاندفاع للبيع خشية تصاعد التوترات بين الصين وأميركا، مع ضرورة احتفاظ المستثمر الجديد بالسيولة نقداً والترقب لنتائج التوترات الجيوسياسية لاختيار الوقت المناسب للدخول إلى أسواق الأسهم المحلية.

النمو العالمي
من جهته، ذكر طارق قاقيش، مدير إدارة الأصول في شركة «مينا كورب»، أن تصاعد التوترات التجارية بين الصين وأميركا سيرسم مسار الاقتصاد العالمي ويحدد أداء البورصات العالمية خلال الفترة المقبلة، مسوغاً ذلك بأنه في حال استمرار التصعيد الأميركي ضد عدد أكبر من الشركات الصينية واتخاذ أميركا قرارات بزيادة الرسوم الجمركية على المزيد من المنتجات الصينية، فإن ذلك قد يؤثر على نمو الاقتصاد الصيني، ومن ثم يتأثر الاقتصاد العالمي ويقل الطلب على النفط، لاسيما وأن الصين تعد من أكثر الدول المستهلكة للنفط.
وأكد قاقيش، أن تراجع نمو الاقتصاد الصيني سينعكس سلباً على قطاعات عدة مثل قطاع السياحة العالمي، نظراً لأن الصين تعد من أكبر الدول المصدرة للسياحة، وكذلك سينعكس سلباً على التدفقات الاستثمارية الصينية إلى الدول الخارجية، مرجحاً أن تكون البورصات الناشئة من أولى الجهات التي تتأثر سلباً في حال زيادة عدد الشركات الصينية التي يتم اتخاذ إجراءات أميركية تصعيدية بشأنها على غرار «هواوي»، حيث يمكن أن يحدث تدفقات خارجية من الصين من قبل الصناديق الاستثمارية التي تستثمر وفقاً للمؤشرات العالمية للأسواق الناشئة.
وفيما يخص المخاوف من رد الصين على التصعيد الأميركي باتخاذ قرار ببيع سندات الخزانة الأميركية، أجاب قاقيش، أن ذلك الأمر مستبعد، وإن كان قيام بعض الدول ببيع سندات الخزانة الأميركية أمر طبيعي وحدث مؤخراً من قبل روسيا، حيث دائماً ما يوجد المشتري في ظل العوائد الجذابة من وجهة نظر المشترين الآخرين، منبهاً إلى ضرورة الانتباه إلى أن الصين اشترت تلك السندات من أجل الحفاظ على قيمة عملتها مقابل الدولار الأميركي، ما يعني أن قرار بيع سندات الخزانة الأميركية يعتمد على السياسة النقدية للصين أكثر من كونه قراراً استثمارياً.
واختتم قاقيش، بالإشارة إلى أن توجيه الصين جزءاً أكبر من استثماراتها الخارجية إلى الأسواق الناشئة، خاصة الإمارات، أمر وارد ولكن دون الإفراط في تصور أن الصين يمكن أن تسحب استثماراتها من أميركا وتوجهها إلى مناطق أخرى في العالم.

رد الصين
بدوره، يرى بيتر جارنري، رئيس استراتيجيات الأسهم لدى «ساكسو بنك»، أنه لا توجد أي بوادر تُشير إلى وجود تهدئة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لا سيما بعد اتخاذ العاصمة واشنطن لقرارها الأخير ضد «هواوي»، الشركة الصينية العملاقة في قطاع التكنولوجيا.
وقال إن شركة «جوجل» استجابت لهذه التحركات من خلال تجميد قدرة أجهزة «هواوي» الذكية على الوصول إلى مجموعة محددة من تطبيقات «جوجل»، وعلاوة على ذلك، ستتوقف شركات «كوالكوم» و«إكسيلينكس» و«برودكوم» عن تزويد «هواوي» بالمعدات، الأمر الذي سيحدّ من قدرة الشركة على نشر شبكاتها من الجيل الخامس على الصعيد العالمي، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل بلا شك شرارة اندلاع الحرب التكنولوجية الباردة، حتى وإن لم تتخذ الحكومة الصينية بعد أي إجراءات انتقامية فيما يتعلق بالتدابير المتخذة ضد «هواوي»، ولكن من المتوقع أن يكون رد الصين على تلك الإجراءات متناسباً مع حجم هذه التدابير. وأشار جارنري، إلى أن الأسواق الناشئة شهدت انخفاضاً بواقع 10% خلال أربعة أسابيع فقط، متوقعاً أن يزداد هذا التوجه في ظل المسار الراهن الذي تتخذه العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©