الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدولة الغورية حلقة وصل بين الحضارات الهندية والصينية والإسلامية

الدولة الغورية حلقة وصل بين الحضارات الهندية والصينية والإسلامية
26 مايو 2019 03:59

القاهرة (الاتحاد)

اتخذ «الغوريون» قلعة فيروزكو عاصمة لدولتهم، بعد أن قام الحسين بن الحسن الملقب بعلاء الدين، بتكوين جيش وشن العديد من الغارات على الدولة الغزنوية، للاستقلال عنها، وفرض الغوريون سيطرتهم، وتمكنوا للحكم بعد الاستيلاء على العاصمة غزنة في العام 543 هـ. تميزت الدولة الغورية بموقعها في بلاد أفغانستان حالياً، جعلتها محط أنظار الطامعين، حيث اجتمعت على أراضيها مقومات طبيعية شملت الأنهار والجبال والثروات ساعدتها على إنشاء المدن وقيام حضارة راقية، بالإضافة لكونها حلقة وصل بين الحضارات الهندية والصينية والإسلامية، التي قامت لسنين عديدة وحملت كل منها سمات من العصور التاريخية.
استقر الحكم للدولة الغورية، وفرضت سيادتها على المناطق التي تحت يدها، وتطلع الغوريون إلى توسيع رقعة دولتهم بعد أن قويت شوكتها، وفي العام 556 هـ ساروا إلى خراسان وتوسعوا على حساب السلاجقة وأخرجوهم منها وضموا هراة وبوشمنح وبادغيس وبعض البلدان المجاورة، وعزموا على القضاء التام على ما تبقى من الدولة الغزنوية، فدخلوا أجمير ودهلي وبنارس، فضلاً عن آخر معاقل الغزنوية مدينة لاهور واتخذوها مركزاً، وزحفوا إلى السند والبنجاب، وضموا إقليم بهار والبنغال.
لم يقتصر الاهتمام على الأمور التوسعية للدولة الغورية، بل امتد ليشمل النشاط التجاري الذي ضم أسواقاً رئيسة نظراً لموقعها المتميز، كما استفادت من طرق التجارة العابرة وسط أراضيها التي تربطها بالعالم الخارجي أهمها طريق الحرير، وشكل النشاط الزراعي أحد أهم الأنشطة الاقتصادية نتيجة توفر مياه الأمطار والأنهار وشق القنوات، وكذلك التربة الخصبة، فأصبحت المنتجات الزراعية مورداً مهماً من موارد الدولة الغورية التي اهتمت بزراعة القطن الذي يعد من أقدام المنتجات في بلاد الهند والسند، وزرعت أشجار الزيتون والحبوب بأنواعها، فضلاً عن أشجار الفواكه، إلى جانب قصب السكر والسمسم والثوم، كما اشتهرت بعض المدن الغورية بانتشار المراعي والثروة الحيوانية بأنواعها التي استخدموها للحرث والنقل وشكلت جلودها والوبر والصوف ومشتقات الحليب وغيرها، مصدراً آخر من الدخل.
عكست الصناعات والحرف التطور الذي شهده العصر الغوري، واحتلت الصناعات العسكرية المرتبة الأولى لاهتمام الغوريين، من أجل إثبات وجودهم ودفاعاً عن حدودهم ومد نفوذهم، فضلاً عن كثرة إنتاج معدن الحديد، فسخرت الجهود لاستمرار صناعة السيوف والدروع والحراب والخوذ والرماح، إلى جانب آلات الحصار والمنجنيقات ومحامل الفيلة والقوارب، كما شكلت الصناعات الخشبية مادة مهمة في صناعة الآلات والعدد الزراعية وكذلك الأثاث المنزلي وغيرها، ولعبت الصناعات المعدنية دوراً في إمداد الدولة باحتياجاتها. انشغلت دولة الغور بالحروب، فانتهزت بعض الولايات الفرصة وخرجت عنها، واستفحل أمرهم، وبدأت المتاعب وبرزت الانتفاضات، وضعفت الدولة وانقض عليها الخوارزميون وانتزعوا خراسان، واستولوا على غزنة، وأزالوا آخر معاقل الدولة الغورية في العام 612 هـ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©