في رحاب عام التسامح الذي وجه به قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، يجسد التفاعل الكبير الذي تحظى به مبادرة «تعهد زايد للتسامح» التي أطلقها الشهر الماضي سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس اللجنة الوطنية العليا لعام التسامح، قوة وعمق الوفاء لقيم التسامح والتعايش التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجتمع الإمارات، وباتت قيمة رئيسة من قيمه وثقافة تعبر عن قناعة إماراتية راسخة بأنها أساس وعماد بناء الحضارات.
تفاعل عبّر عن نفسه ليس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والوسم الخاص بالمبادرة الذي سجل أحد أعلى المشاركات، وإنما في تسابق مختلف فئات المجتمع، وبالأخص الطلاب والشباب في الجامعات والموظفين في قطاعات العمل كافة على المشاركة والتفاعل ليعبروا عن مقدار الاعتزاز والفخر بالانتماء لتلك القيم والوجود على أرض وطن يحتضن بين جوانحه أكثر من 200 جنسية من مختلف الأعراق والمعتقدات، يعيشون ويعملون في تناغم وتعايش وتسامح تحت مظلة زاهية من الاحترام وقبول الآخر والحقوق التي يكفلها القانون للجميع بما في ذلك حرية المعتقد والحياة الكريمة الجدير بها الإنسان في عصرنا الحديث، بعيداً عن الكراهية والعصبية، وعوامل الفرقة والاختلاف.
وفي كل مناسبة تمر بنا تحرص قيادتنا الرشيدة على التذكير بهذا الإرث الحضاري الراقي المستمد من نهج الأب المؤسس الذي استشرف بنظرته الثاقبة ورؤاه السديدة قيمة التسامح باعتباره حصناً وسياجاً للمجتمعات في وجه كل دعوى الإقصاء والغلو والتطرف المدمرة التي تعد وباءً يفتك بأي مجتمع يجد فيها نافخو كيران الفتن والأحقاد فرصتهم، من تجار الشعارات، لا سيما أولئك الذين يتسربلون ويتخفون بشعارات جوفاء من المتاجرين بالدين، فنجدهم يعيثون فساداً وينشرون الخراب والدمار ويسفكون الدماء أينما حلّوا.
لقد أثرت الإمارات قناعاتها بقيمة التسامح بجملة من المبادرات الإنسانية الرفيعة التي عملت على إعلاء ونشر قيم التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي واحترام التنوع بين الشعوب والثقافات إقليمياً وعالمياً، وتحوّلت إلى رسالة وتجربة ملهمة تمد بها يد التعاون للجميع للاستفادة منها والعمل معاً لزرع المحبة وحسن التعايش والحوار وبناء جسور من التعاون لما فيه خير الإنسان، أينما كان من غير تميز للون أو عرق أو معتقد.