عندما تبدو المرأة بأحلام الوردة، فإنها تؤثث قلبك بالفرح، وتملأ حقلك بعطر التفاؤل، وتمنحك جناح الفراشات، وتهديك صفاء الأنهار، وتعطيك، من رضاب السحابة، وعياً بقيمتك، ككائن لا يذهب إلى النوم ليغط سباتاً، بعيداً عن الوجود وإنما تذهب إلى النوم، لتستدعي أحلامك، وتجلس على أيك أبديتك، بلبلاً، يرفع نشيد الوجود، بأناة، وتؤدة، ويغني للحياة، ممتلئاً بالحبور.
عندما تبدو المرأة بأحلام الطير، فإنها تأخذك إلى سماوات علا، تهفهف على جبينك، بأطراف أشف من جناح الفراشة، وتحلق بك، وأنت الشاهق في ريعان النشوة النبيلة، ترفرف بجناحي نورس بدا البحر بالنسبة له، كما النجود الخضراء، وبدت الموجة جبلاً يخضبه العشب القشيب بالأخضر اليانع.
عندما تبدو المرأة بأحلام أزهى من القمر فإنها تضيئك، وتملأ مهجتك، بمصابيح التفاؤل، تأخذك إلى مالا نهاية في النشوء والارتقاء، أنها ترفعك إلى حيث تكمن نجوم السماء، وإلى حيث تقف هامات السحاب.
عندما تبدو المرأة، بأحلام لا تغشيها غاشية الضجيج، تجعلك سيمفونية، كونية، تسهب في تنغيم الوجود، وإشاعة الفرح، ونثر الطمأنينة في أفئدة الطير.
عندما تمتلئ المرأة بالأحلام الزاهية، فإنها تستقبلك، بوجه مثل النهار وتذهب بك إلى النهر، ترشفك من عذوبة الكلام، ليبدو الكلام جملة قصيرة، بلا حواشي، ولا سرد محفوف بمخاطر التوجس، والريبة.
عندما تبدو المرأة بأحلام الصباح المشرق، المتألق بتغاريد الطير، على غصون الهوى، تسرج خيولك، وتفك عقال بعيرك، فتصبح أنت العشب، وأنت الفارس، والخيل مشاعر تتدفق في حقل النماء والارتقاء، تصبح أنت في المعنى جملة مفيدة، وتكون هي المحسنات البديعية، في صلب العبارة.
عندما تتخلى المرأة عن ضعفها المصطنع، وتحلم كما تحلم اليافعات عند شغاف المراحل الواثبة نحو الغد، تصبح أنت في غضون اللحظات، غصناً يلوح بأوراق الزيتون، تصبح أنت التفاحة التي لم يسرقها مشعوذ، وتصبح هي يد المقدس الذي لم تدنسه ذرة الغبار.
عندما تتجاوز المرأة أفكار ما قبل النوم، وتوقظ وعيك، كي تذهب إلى الشاطئ، وتصطاد أسماكك، من دون توجس، تصبح أنت البحر، وتصير هي الزعانف الشفيفة في باطن الحياة. عندما تكونان في الوجود واحداً، تتلاشى أحلام الفزع، وتنبت أشجار الفرح.