تتربع الفنون البصرية على مساحة واسعة من المشهد الثقافي في الإمارات، وبالأخص خلال شهري مارس وأبريل من كل عام، حيث تمتد خريطة الفنون من بينالي الشارقة الدولي الذي يعد الحدث الفني الأبرز في المنطقة لما يطرحه من عروض وإبداعات يشرف عليها قيّمون عالميون تشكّل أحدث المدارس الفنية وأبرز الاتجاهات التي تشغل بال فناني اليوم. ومن حول البينالي هناك زخم كبير من المعارض الفنية التي تتوزع بين متاحف الشارقة وفعالياتها المتميزة، ومن بينها غاليري مرايا للفنون في منطقة القصباء.
ومن الشارقة إلى دبي، حيث تتحول المدينة بكامل مرافقها إلى متحف فني كبير يبدأ من معرض سكة الفني الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة في منطقة الفهيدي القديمة على ضفاف خور دبي، ثم يتبعه معرض آرت دبي في مدينة جميرا ومركز دبي المالي العالمي والمعارض الفردية والجماعية المصاحبة التي تقام في السركال أفنيو، ويليه معرض فنون العالم وفعاليات حي دبي للتصميم يضاف إليها المعارض التي تحتضنها ندوة الثقافة والعلوم قبل أن يختتم الموسم بمعرض دبي الدولي للخط العربي الذي سيقام قبل بداية شهر رمضان المبارك.
هذا الحضور العالي للفنون، يتضاعف في العاصمة أبوظبي التي تعيش عرساً ثقافياً زاخراً بالألوان والرؤى الجديدة، يبدأ الموسم بالمعرض الكبير أبوظبي آرت، ثم ينتقل إلى النشاط المميز لمتحف اللوفر عبر استقطابه أبرز الأعمال الفنية من حول العالم، ومن بينها معرض الطريق الفني، حيث شاهدنا المجسمات والمنحوتات الفنية من تراث شعوب العالم وفنونها، وهي تعرض في الشوارع والطرقات في مناخ من التسامح الإنساني النبيل. وعلينا هنا أن نشيد بالدور المحوري الذي تلعبه جامعة نيويورك أبوظبي عبر موسمها الثقافي والفني الحافل بالأسماء العالمية الكبيرة والمعارض التي تقيمها في هذه الفترة، والتي تتوجها بالقمة الثقافية التي تناقش فلسفة العلوم والفنون ومن وجهات نظر أكاديمية وفنية عالية. يضاف إلى ذلك كله المناشط المصاحبة في قصر الحصن والمجمع الثقافي والحراك الثقافي النشط في مدينة العين.
أيضاً، خلال شهري مارس وأبريل من كل عام، يتوافد على الإمارات الآلاف من الزوّار المهتمين بصناعة الفنون، حيث يطوف هؤلاء بين المدن الثلاث متنقلين في هذا العالم الساحر، والأجمل في هذا المشهد كله هو حضور الفنانين الإماراتيين الرواد بمعارض فردية، والشباب في معارض جماعية، كلها جعلت من الإمارات أرضاً منتجة للثقافة والفنون في المنطقة.